ما لا يريدون للشعب السوري أن يعرفه
ملوك لحسن
ما وقع في سوريا في 08 ديسمبر 2024 ، هو استبدال الاستعمار الايراني و الروسي باستعمار تشاركي تركي اسرائيلي ، السوريون سيكتشفون بعد وقت أن نظام بشار الاسد الإستبدادي ، أرحم بكثير من الجماعات الموجودة حاليا في السلطة ، السؤال هو كيف يمكن لإنسان عاقل في سوريا أو خارج سوريا الوثوق في جماعات تقاتلت في ادلب ، و سيطرت على سكان ادلب بالحديد و النار ، و خضعت لسنوات لاملاءات المخابرات التركية ، بل و عملت في توريد مقاتلين سوريين للقتال بالأجر في جبهات قتال في مناطق عدة في العالم لصالح المخابرات التركية ، هل يمكن لمثل هذه التركيبة البشرية بناء دولة أو نظام ديمقراطي، وحتى تنجح هذه الجماعات في التغطية على حقائق توظيف التركي و الاسرائيلي للجماعات المسلحة التي نفذت عملية اسقاط النظام السوري ، و حقائق عملية المخابرات الأمريكية و الاسرائيلية و التركية لتحييد الجيش السوري، بادرت الى التشهير بجرائم النظام السابق في سجن من السجون .
الغارات الجوية الإسرائيلية الدقيقة التي دمرت أغلب قواعد الجيش السوري ، نفذت بدقة شديدة ، تجعل من المستحيل أن اسرائيل لم تكن طرفا مباشرا في عملية اسقاط نظام بشار الأسد ، اي خبير عسكري يعرف أن مثل هذه العملية تحتاج تحضيرا بالمعلومات والوسائل اللوجيستية لا يقل عن 03 اشهر ، فضلا عن هذا فإن موقف المجموعات الارهابية المسيطرة في الوقت الحالي على سوريا من الهجوم الاسرائيلي يؤكد التنسيق الثلاثي بين أردوغان و الجولاني و نتنياهو ، و بينما كان الرئيس التركي يطلق تصريحات ضد اسرائيل حصلت الكين الصهيوني على 80 بالمائة من وقود الطائرات التي دمرت غزة و قتلت المدنيين من تركيا أردوغان ، مهما كانت طبيعة النظام السوري ، فإن توقيت المعركة لا يخدم إلا طرف وحيد هو الكيان الصهيوني ، سيحتاج الشعب السوري المنتشي بالتخلص من النظام الاستبدادي لبعض الوقت حتى يكتشف أنه استبدل ديكتاتورية بـ ديكتاتورية أسوأ ,و اكثر ظلامية، تركيا أردوغان لن تسمح بظهور سوريا قوية ، انها تريد دولة سورية تابعة لأنقره ، اسرائيل ايضا الشريك الثاني في الثورة السورية الثانية ، ستفعل كل شيء من أجل نشر الفوضى في سوريا ، في ذات الوقت فإن الجماعات الارهابية المسيطرة على سوريا لا يمكنها بناء دولة ديمقراطية ، كل ما يحدث الآن هو خلق دويلة سورية تعضف بها الأزمات السياسية و الاقتصادية ، و تخضع للسيطرة الكاملة و المباشرة للأتراك و الاسرائيليين .