مجتمع

ما لا تعرفه عن الجنس

 
ناني واصف
عزيزي الجنس
تحية طيبة و بعد؛
أردت أن أتحدث معك عن ما يزعج و يثير اشمئزاز البعض و يزيد من أوجاع البشرية
، لي عليك بعض الأسئلة و ان تمهلني وقت في سؤالها و سأمهلك وقت في الإجابة عنها..
من أنت؟ لماذا توجد؟، كيف صرت الملهم لكل إنسان مشوه جائع مؤذي
هل تعلم يا عزيزي أن المجتمع يعاني من وجودك منذ البداية؟
هل تعلم كم من الجرائم الأخلاقية التي ترتكب باسمك؟
هل تعلم أن عدد لا نهائي من الأطفال البريئة في مقتبل عمرها تنتهك و تسلب حريتها و تظل تعاني طوال حياتها بسببك؟
هل تعلم أن البشر أصبح يفكر من خلال منظور ضيق و تعريف ضحل عنك؟
هل تعلم أن المرأة في مجتمعاتنا أصبحت تستخدم و تشييء
فقد£ أصبحت أداة تفريغ و آلالات للمتعة و اشباغ الرغبات من أجل الرجال؟
هل تعلم أن الكبت و الشعور بالدونية و اللا قيمة لأي انثي هو وصف من أشباه الرجال ؟
هل تعلم أن التربية الخاطئة و العاهات و التقاليد في مجتمعاتنا الشرقية جالبة للاغتصاب و انتهاك الحقوق باسمك يا عزيزي؟
هل تعلم أن التحرش و الاغتصاب سمة تميز المجتمعات المتخلفه المتأخرة و ليس تعبير عن الحرية الجنسية؟
هل تعلم من تفقد عذريتها فلا قيمة لها و تعتبر عار لأسرتها و لنفسها؟
هل تقبل أن تهان أجساد النساء و الأطفال بإسمك؟
هل تعلم أن أقذر الألفاظ و الشتائم والايذاءات يدس فيها اسمك و تتم عن طريقك؟
هل تعلم أن الجنس و المتعة أصبحوا تجارة عالمية رائجة
تجعل الانسان شيء و سلعة و خدمة تقدم بمنتهي العهر؟
هل تعلم أن رجال الدين تفسر الكتب المقدسة بشكل يدعو للتحقير من قيمة المرأة و تجعلها خانعة خاضعة لكل ما يقال لها، ليس لها حق في الرفض فهي حتما و لا بد أن تكون تحت امر ما يطلبه منها الرجل؟
هل تعلم أن معظم الاغاني و الافلام تحض على التحرش المجتمعي و ترسخ ان الرجل هو السيد و هي التابع و ليس لها حق في الحياة؟
هل تعلم أن معظم العلاقات ما هي إلا جوع جنسي مشوه و ان معظم محاولات الانتحار تحدث بسبب وجودك؟
لما كل هذا العذاب يا عزيزي….
اجبني فقد طال التشوه أرواحنا و أصبحنا موتى لا أحياء!!
عزيزتي الأنثى …
اعتذر لك و منكِ و لكل النساء عما يحدث و عما تشعروا به بسبب الاعتقادات الخاطئة عني التي لا ذنب لي فيها..
أحببت أن أوضح لك من أنا و لماذا وجدت؟؟
انا ثمرة لكل حب حقيقي ناضج لا يشوبه شائبة يبحث عن الكمال الحقيقي في الآخر، لست أنا من ادمره يا عزيزتي
فأنصاف الحب و العلاقات و أشباه الرجال من فعلت هذا، لست أنا..
وجدت لأجعل من العلاقات شكل أعمق و أكمل و أنضج وحقيقي و لديها قابلية لإحتواء كل عيب و ضعف بحب و رحمة
وجدت لأعلن عن معجزة و متعة الإتحاد و قوته ما بين شخصين و خلق شخص آخر يحمل صفاتهم في كائن واحد!
و إن آدم في كل عصر حتماً سيجد ضلعه الناقص في حواء
وجدت لكي أحافظ على وجودكم البشري و حمايتكم من الإنقراض.
وجدت لكي أعلن ان أجسادكم هي هدية تقدم بلا ثمن و مقابل لإشباع حقيقي و استمتاع ببعضكما لبعض.
فالجنس يا عزيزتي
هو أسمى و أنقى و أطهر إحتياج في الوجود في إطار الحب المملوء بالبذل و العطاء و الإنسانية.
و مع الأسف يا عزيزتي
إكتشفت إن البشر إستخدموني و جعلوا مني خطية ترتكب بسم الحب و ذنب لا يغتفر ووجع لا يحتمل.
أصبحوا مملوئين أنانية عميان منقادين بأعضاءهم و حواسهم المستثارة لا بعقولهم
و جعلوا من أنفسهم أدوات عبيد للجنس لتنفيذ رغباتهم كالحيوانات!!
هذا حدث بسبب تدني إنسانيتكم و أخلاقكم و كرهكم لبعض، كنت و مازلت لكم و لأجلكم و ليس لإهانتكم و إهانة الحب.
أتمنى يا عزيزتي أن أكون أجبت عن أسئلتك بكل إستفاضة و حب.
لكِ مني كل الحب و السلام.
الجنس..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى