ما بعد الافراج عن جوليان أسانج مؤسس ويكيليكس
ما بعد الافراج عن جوليان أسانج مؤسس ويكيليكس
أرادوا أن يجعلوا من أسانج عبرة، فأصبح نبراساً!
حول إطلاق سراح جوليان أسانج مؤسس ويكيليكس
بعد أربعة عشر عاماً من الملاحقات والإختباء والاعتقال، أطلق سراح جوليان
أسانج، مؤسس صفحة ويكيليكس، الصفحة التي فضحت الوثائق السرية لدول
العالم، اطلق سراحه ليعود الى بلاده أستراليا.
وجاء إطلاق سراح أسانج بعد النضال الدؤوب والحازم لصف القوى الواسعة
المدافعة عن حق الجماهير لمعرفة الحقائق، انه عمل امتدَّ لأربعة عشر عاماً، من
نضال المدافعين عن حرية التعبير، نضال آلاف الناشطين السياسيين والإعلاميين
ومساعي الشرفاء في أنحاء العالم، بالإضافة إلى التظاهرات التي أقيمت أمام
أبواب قاعات محاكمه، وكذلك ثبات وإصرار عائلته التي ساندته حتى النهاية.
إنَّ اختطاف أسانج بطريقة المافيا على أيدي القوات المخابراتية والأمنية من
السفارة الأكوادورية التي طلب اللجوء إليها، وإصدار المحكمة الأمريكية قراراً
باسترداده والحكم عليه بالسجن لمدة (175) عاماً، وبعدها حبسه في سجن
“بلمارش” في بريطانيا، تحت الرقابة الأمنية الشديدة، وتعريضه لأشد أنواع
الأذى والتعذيب النفسي والمعنوي، كل ذلك لم يثبط من عزيمته ولم تستطع أيادي
الحكام والمحاكم في تلك الدول من إخضاعه أو تركيعه.
لقد سعوا بكل الطرق من أجل كسر عزيمته ودحر مقاومته وصموده، ولكن
فشلوا فشلاً ذريعاً، لقد سعت الولايات المتحدة الأمريكية بكل ما أوتيت من قوة
من أجل حجره في معسكر غوانتنامو، إلا أنها فشلت بمجابهة هذا النضال
العظيم. سعت السويد الى فبركة وتلفيق تهمة “الاعتداء الجنسي”، ولكن انفضح
مسعاها بسرعة وتم إغلاق القضية، أوقفوا حساباته المصرفية في بنك سويسرا،
كي يستعصي على دعاة حرية التعبير مواصلة دفاعهم عنه ومواصلة ويكيليكس
لعملها وغيرها من ضغوطات مافيوية تدلل بشكل جلي على ماهية الديمقراطية
الغربية والسياسة الغربية.
ومثلما هو الحال مع اختطافه، فان إطلاق سراحه، يُعدّ هزيمة سياسية كبيرة
لأمريكا والغرب، وانتصار عظيم للبشرية الساعية من أجل الحقائق، وحق
البشرية بالحصول على المعلومات والحقيقة. انها هزيمة سياسية وأخلاقية
وإيديولوجية للغرب بوجه تكميم الأفواه، وبوجه فضح الادعاءات والأكاذيب
الغربية وكشف حقيقة ما جرى في العراق وأفغانستان من جرائم تستر عليها
الغرب، فعبر الوصول إلى الآلاف من الوثائق السرية لجرائم أمريكا في العراق
وأفغانستان وغيرها من بقاع العالم، وبالأخص في أوضاع الثورة التكنولوجية
والإعلامية، أيقظ أسانج ورفاقه ملايين الناس وبيّن للعالم أجمع ماهية وحقيقة
الرأسمالية العالمية.
ان “الغرب الديمقراطي” سعى ليجعل من اسانج عبرة لكل من يتطاول على
نظامهم الرأسمالي المتهالك وقدسية “أسراره” وأسرار “أمنه الوطني” و”المصالح
العليا للبلد”، المزعومة، فأصبح قدوة ونبراس للحركة الداعية لكشف الحقيقة
والتصدي لحرب وعسكرتارية الدول الغربية. إنَّها الحركة التي لها دور كبير في
تقوية التصدي لإسرائيل وأمريكا والغرب وجرائمهم في غزة هذا اليوم.
لقد وجه هذا النصر ضربة جدية لكل أشكال ممارسة الرقابة والتضييق ومصادرة
الحريات والحقوق. فهذا النصر هو مكسب عالمي تم تسجيله في سجل البشرية
المتمدنة وتاريخها، ونحن نرى في هذا الحدث بداية لفضح ما يجري في غزة من
جرائم وما تمارسه الدعاية الغربية من أكاذيب حول حقوق الإنسان والديمقراطية
الغربية والانفضاح التاريخي للفاشية الإسرائيلية ومن وراءها الغرب، أمام
البشرية جمعاء.
الحزب الشيوعي العمالي العراقي