ثقافة

الرئيس

في روايتها “الرئيس” تطرح الكاتبة الإماراتية منى التميمي موضوع التطرف وأثره على الهَويّة الوطنية، والانتماء،
والمشاريع العلمية، وتفعل الكاتبة ذلك في سياق عام يتم فيه إلقاء الضوء على فئات نخبوية انحرفت عن مسارها العلمي وأهدرت الأموال وسخرت مناصبها للتآمر على الوطن.
في الخطاب الروائي، تستخدم منى التميمي رواةٍ كثر، عددهم بعدد الشخصيات
الرئيسة في الحكاية. وهو ما يُسمى بلغة الدارسين رواية وجهات النظر Points of View.
بحيث يتناوب على سرد الحكاية فيها كل شخصية من شخصيات الرواية وهم: فضة ود.
عبد الله ود. أحمد ود. خالد ود. صقر ونور وآخرون، وكل واحد يروي جزءاً خاصاً من
الحكاية من وجهة نظره هو. أما الحوار في الرواية فهو نوع من انثيال الأفكار، وتدفق
الرؤى، وجريان المعاني بشكل مسترسل، يأخذ أحياناً شكل حوار ثنائي أو أكثر، وأحياناً
أخرى يأخذ صيغة المونولوج الداخلي، كما أنّ الحوار يتحول أحياناً من حوار أحداث
ومشاهد إلى حوار حالات لاشعورية، تتجسد في مجموعة من التداعيات الحرة، والتأملات
في أسئلة الوجود، وجدوى الحب، والعلاقة مع الوطن والحياة بشكل عام. وفي اللغة، لا
تشذ منى التميمي عن لغتها في رواياتها السابقة، فلغتها أنيقَةٌ، رفيعَّة، سَيَّالةٌ، ليّنَةٌ،
مسكونة بالشغف، تحمل عناصر الطبيعة وتحولها إلى علامات دالة، وفضاءً لتجلّي الذات/
الكاتبة في جسد النص؛ ففي عباراتها تقرأ ذلك الشيء الذي تحسّه نابتاً من الأرض، بما
فيه من ماء وهواء وتربة، وكأن كاتبتنا تُصغي السمع للطبيعة، وتكتبها في اللحظة التي
تكتبها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى