ماذا يحدث في الجامعات الأمريكية .. توسع رفض حرب الابادة في غزة

طوفان الأقصى والتوتر في الجامعات الأمريكية

                                                  أسامة خليفة

                            باحث في المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات «ملف»

تصاعدت حدة التوتر في الجامعات الأمريكية بعد الحرب الإسرائيلية على غزة لاسيما في شهري نوفمبر وديسمبر، واتسع نطاق ردود أفعال الطلاب والاكاديميين المناهضة للحرب العدوانية المدمرة والدموية والمتواصلة على القطاع، وعلى وقع المجازر الرهيبة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، نظّم طلاب عرب ومؤيدون أمريكيون لفلسطين فعاليات ونشاطات للمطالبة بوقف العدوان ومعاقبة إسرائيل، وأدى توتر الأجواء -بعد مرور أقل من شهر على اندلاع طوفان الأقصى- إلى مضايقات واعتداءات واعتقالات وحظر لدخول حرم الجامعات الأميركية لطلاب ومؤيدين للفلسطينيين، حين كُذبت الرواية الصهيونية عن أحداث يوم السابع من أكتوبر، اتضحت للرأي العام حملة الإبادة والتجويع والقصف الإسرائيلي الدموي والمدمر لقطاع غزة، ففي جامعة كونكورديا أفشل طلاب من أنصار فلسطين مهمة دعاية لترويج رواية الاحتلال وأكاذيبه حول أسراه في غزة نفذتها منظمة صهيونية طلابية في الجامعة.

في الولايات المتحدة يستخدم معاداة السامية كسلاح، وتمارس التهديدات والمضايقات علناً، فما إن بدأ العدوان الإسرائيلي على غزة حتى هدّدت عضو مجلس مدينة نيويورك، إينا فيرنيكوف، نشطاء التضامن مع فلسطين في جامعة بروكلين، في مسيرة مؤيدة للفلسطينيين، بالتلويح بمسدس في 13 تشرين الأول/ أكتوبر، حيث شوهدت على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي جامعة كاليفورنيا، تعرّض طلاب مجموعة «من أجل العدالة في فلسطين» إلى موجة من التهديدات المتضمنة خطابات كراهية. وفي جامعة هارفارد، يشعر نشطاء التضامن مع فلسطين بعدم الأمان بسبب نشر معلوماتهم الشخصية علناً، حيث سارت شاحنة إعلانية بالقرب من حرم جامعة هارفارد في 14 تشرين الأول/ أكتوبر، عارضة أسماء وصور طلاب جامعة هارفارد الذين وقعت منظماتهم على بيان يُحمّل إسرائيل وحدها المسؤولية عن الهجمات التي نفذتها حماس.

واحتدم الصراع بين مؤيدين للقضية الفلسطينية من جهة، وبين الجماعات الصهيونية والمؤيدين لإسرائيل من جهة أخرى، ولم تكن نهاية الفصل الدراسي، وعطلة عيد الميلاد، هي السبب الأساسي في بعض الهدوء الذي ساد الجامعات الكبرى في الولايات الأمريكية، رغم أن هذه العطلة قد استغلت من قبل المنظمات المؤيدة لإسرائيل، فقد أرغمت كلودين غاي رئيسة جامعة هارفرد على الاستقالة خلال العطلة الشتوية للطلاب حتى لا يتمكنوا من إظهار رد الفعل اللازم تجاه ذلك، وعمل اللوبي الصهيوني على اتهام الطلاب والأكاديميين المؤيدين للقضية الفلسطينية بمعاداة السامية والتصعيد من حدة خطاب الكراهية، مما عرَّض القطاع الأكاديمي في الولايات المتحدة لسلسلة من الاستقالات، والقطاع الطلابي إلى التوقيف والاعتقالات، وساهم الكونغرس الأمريكي في ممارسة الإرهاب والتهديد بالفصل على رؤساء الجامعات من خلال مساواة انتقاد السياسات الإسرائيلية، بمعاداة السامية، مما دفع برئيسة جامعة بنسلفانيا ليز ماجيل إلى التراجع عن مواقفها تحت التهديد بالفصل، وهذا أثار نقاشاً وطنياً حول دور الجامعات في حماية طلابها أمام التمييز وخطاب الكراهية، وسلطت الأحداث الضوء على التوازن الدقيق الذي يجب على الجامعات الحفاظ عليه بين التمسك بمبادئ الحرية الأكاديمية وحرية التعبير من جهة، ومن جهة أخرى ضمان بيئة آمنة وشاملة لجميع الطلاب تسمح لهم بالتعبير عن آرائهم السياسية من دون التعرض للأذى.

في 9 نوفمبر 2023 شهدت جامعات كاليفورنيا وروتشستر وكولومبيا الأمريكية فعاليات طلابية واسعة تضامناً مع غزة، للمطالبة بوقف الإبادة الجماعية المتواصلة، رغم الأجواء التحريضية الواسعة التي تشهدها الجامعات الأمريكية ضد أنصار فلسطين. وفي جامعة كولومبيا وقعت اشتباكات بالأيدي بين مناصرين لفلسطين وإسرائيل في الحرم الجامعي، وفي حادثة عنيفة تم إلقاء مواد كيماوية من قبل طلاب في الجامعة خدموا في الماضي في الجيش الإسرائيلي على مجموعة من الطلاب المناصرين لفلسطين، ما تسبب في إصابات تم نقلهم إلى المستشفى.

13 نوفمبر 2023علّقت جامعة كولومبيا نشاط مجموعتين طلابيتين مؤيدتين للقضية الفلسطينية، حتى 22 ديسمبر 2023، وهما «طلاب من أجل العدالة في فلسطين» و«الصوت اليهودي من أجل السلام» لم تحدد الجامعة السياسات التي انتهكتها المجموعتان، لكنها قالت إنهما عقدتا «حدثاً غير مصرح به»، في إشارة للفعاليات المتضامنة مع غزة التي تم تنظيمها. بالمقابل أعلنت المنظمتان رفضهما لإجراءات الرقابة والترهيب التي تمارسها سلطات جامعة كولومبيا بحق أنصار فلسطين، مؤكدين مواصلة فعالياتهم التضامنية رافضين قرار منع نشاطهما الجامعي.

وكغيرها من الجامعات الأمريكية، واجهت جامعة كولومبيا ضغوطاً متزايدة على خلفية هذه الأنشطة الطلابية المناصرة للفلسطينيين، وكان طلاب وأعضاء هيئة تدريسية قد واجهوا عمليات انتقامية بسبب تضامنهم مع غزة والمقاومة الفلسطينية وفق بيان صادر عن مجموعة طلابية في كلية الخدمة الاجتماعية، وصدر البيان عقب اعتصام نظمته منظمة كولومبيا للأخصائيين الاجتماعيين من أجل فلسطين، طالبوا خلاله عميد الكلية ميليسا بيج بإدانة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين.

وفي جامعة كولومبيا أيضاً، استُهدف البروفيسور جوزيف مسعد بسبب كتابته عن الفلسطينيين بطريقة تاريخية وسياقية في مقال بعنوان «مجرد معركة ثانية؟. أم هي حرب التحرير الفلسطينية؟». واستدعى هذا المقال توزيع منشورات وعريضة في 13 تشرين الأول/أكتوبر 2023 من قبل منتسب سابق لجيش العدوان الإسرائيلي وطالب في الجامعة، تدعو إلى عزل البروفيسور مسعد من الكلية، وقد تعممت هذه العريضة إعلامياً في سياق نشرت فيه وسائل الإعلام الكبرى مثل فوكس نيوز وجيروزاليم بوست مقالات تحرّف آراء البروفيسور مسعد، واعتبارها تتغاضى عن الإرهاب وتدعمه، مما أدى إلى زيادة الهجمات ضد حريته الأكاديمية وسلامته الشخصية.

في 11 نوفمبر 2023 صوّت اتحاد خريجي جامعة ستانفورد بأغلبية 65٪ لصالح بيان تضامن مع النقابات العمالية الفلسطينية، يتضمن عدداً من النقاط الرئيسية: يطالب البيان جامعة ستانفورد بإدانة التطهير العرقي المستمر والمكثف للشعب الفلسطيني. كما يطالب البيان جامعة ستانفورد بإعلان إسرائيل نظام فصل عنصري وكيان احتلال غير قانوني. في 13 نوفمبر 2023 نظّم طلاب جامعة ولاية كولورادو احتجاجاً مندداً باستمرار العدوان على غزة، ودعوا إلى وقف إطلاق النار والإبادة الجماعية، كما انتقدوا تورط الولايات المتحدة في الصراع.

ولاية فلوريدا الأمريكية أول ولاية تحظر جماعة طلابية مؤيدة للفلسطينيين، أصدر حاكمها الجمهوري رون ديسانتيس،

في 25 أكتوبر قراراً يقضي بمنع النشاطات الطلابية المؤيدة لفلسطين في الجامعات الحكومية في الولاية، وبرر مكتب الحاكم الأمريكي حظر منظمة «طلاب من أجل العدالة في فلسطين» من دخول حرم الجامعات، باتهامها بالإرهاب، زاعماً أنها تدعم بشكل غير قانوني مقاتلي حركة حماس الذين هاجموا إسرائيل في السابع من تشرين الأول /أكتوبر 2023، متهماً الجماعة الداعمة لفلسطين بأنها جزء من حركة حماس، وليسوا مجرد متضامنين معها، ووجّه إلى حل فروع المنظمة الطلابية، وقالت السلطات الجامعية في ولاية فلوريدا إنه يجب تفكيك منظمة «طلاب من أجل العدالة في فلسطين» في إطار حملة في الولاية التي يقودها الجمهوريون على مظاهرات الحرم الجامعي التي تقدم ما اعتبروه: تأييداً مضراً للجماعات الإرهابية. وأصدرت الجامعة قراراً بتجميد عضوية مجموعة «طلاب من أجل مجتمع ديمقراطي» حتى مايو 2025 بذريعة انتهاك قواعد السلوك، وتعطيل عمل مجلس الأمناء، خلال شهر تشرين أول /نوفمبر 2023، حيث قاطعت اجتماعاً للمجلس، وهتف أعضاؤها: الحرية لفلسطين، إلى أن اقتادتهم الشرطة إلى الخارج.

كذلك أعلن مسؤولون في ولاية فلوريدا الأمريكية، في11 تشرين أول/ نوفمبر 2023 حظر منظمات طلابية مؤيدة لفلسطين في جامعات الولاية، بما يخالف الأنظمة والقوانين، التي توضح عدم خضوع الجامعات لسلطة الولاية المباشرة. إذ يفترض بالدستور الأميركي أنه يكفل حرية التعبير والإدلاء بالرأي، وأنه يدافع عن حرية الطلاب في التعبير عن مواقفهم السياسية، وانطلاقاً من ذلك تم في 11 نوفمبر 2023 تأجيل مؤقت لقرار منع مجموعة طلابية مؤيدة للفلسطينيين من دخول حرم الجامعات الحكومية في ولاية فلوريدا، بادعاء إعادة تقييم الاقتراح من قبل المسؤولين.

وقالت منظمة «فلسطين القانونية»، وهي مجموعة تقدم الدعم القانوني للجماعات المؤيدة للفلسطينيين: إن الحظر المفروض على «طلاب من أجل العدالة في فلسطين»، هو جزء من جهد أوسع يُبذل لقمع حرية التعبير في الجامعات.

الصندوق القانوني للمسلمين في الولايات المتحدة، ونيابةً عن الطلاب، قدم شكوى إلى مكتب الحقوق المدنية التابع لوزارة التعليم الأمريكية للحثّ على إجراء تحقيق مع جامعة هارفارد، ومساءلة إدارتها بشأن حماية جميع الطلاب من التعرّض لمضايقات اللوبي الصهيوني، وضمان حقّهم في التعليم الآمن.

وضعت الحرب الإسرائيلية على غزة الجامعات الخاصة في الولايات المتحدة أمام معضلة دقيقة، وهي تلبية مطالب داعميها الأثرياء المؤيدين للدولة العبرية، والحفاظ في الوقت عينه على حق طلابها في التعبير عن آرائهم الداعمة للفلسطينيين، إذ تعرضت الجامعات لانتقادات من الجهات المانحة بزعم فشلها في رسم الحدود بين حرية التعبير وخطاب الكراهية، وتأخرها في الرد على حوادث معاداة السامية وكراهية الإسلام.

الأمر الذي أدى أن تصبح عدة جامعات في أنحاء الولايات المتحدة منبراً لوجهات النظر المتعارضة المتصارعة، وإزاء ذلك بادرت جامعات في الولايات المتحدة إلى عقد اجتماع للأكاديميين، يشارك فيها ما يقرب من 100 مسؤول من مؤسسات تعليمية عدة، بما في ذلك هارفارد، وييل، وكولومبيا، وجامعة بنسلفانيا لبحث سبل تهدئة الخلافات التي هزت الجامعات، وأثارت انزعاج الجهات المانحة وتهديداتهم، بسحب تمويلهم لتلك الجامعات كعقاب مالي يمارسه أثرياء ومتبرعون أميركيون ضد مؤسسات تعليم عريقة مثلما فعل رونالد لاودر الداعم لبنسلفانيا، بسبب إقامة مهرجان «فلسطين تكتب»، «Palestine Writes» الأدبي في حرمها الجامعي، عُقد المهرجان يوم الجمعة بمشاركة أكثر من 1500 شخص، رغم الهجمات التي شنتها الجماعات المؤيدة لإسرائيل والصهيونية على المهرجان، وخيم التوتر على أجواء افتتاح المهرجان في جامعة بنسلفانيا، حيث قام العديد من المؤيدين لإسرائيل بالتظاهر حاملين ملصقات مناهضة للمهرجان، وتجولت شاحنة في محيط المكان تحمل صور بعض المتحدثين في المهرجان وتصفهم بالمعادين للسامية.

وخوفاً من الدعم المتزايد للقضية الفلسطينية في حرم الجامعات، استخدمت منظمة تحالف «إسرائيل من أجل الحرم الجامعي» – التي لها صلات بـ«أيباك» وبالمخابرات الإسرائيلية- مخبرين طلاب ينتمون إلى منظمة جامعية يهودية ومؤيدة للاحتلال في الولايات المتحدة لجمع معلومات استخباراتية عن الطلاب والجماعات المؤيدة للفلسطينيين.

شركة المحاماة ««Winston and Strawn حذرت من أنها لن تقوم بتوظيف الخريجين الذين يؤيدون معاداة السامية، وألغت عروض عمل لثلاثة طلاب من جامعة هارفارد على خلفية توقيعهم على بيان يدين السياسات الإسرائيلية، رجل الأعمال والمستثمر، كينيث غريفين، والذي تبرّع بأكثر من نصف مليار دولار لجامعة هارفارد، أوقف دعمه المالي للجامعة بسبب الطريقة التي تعاملت بها مع مسألة «معاداة السامية»، وقد تعاملت رئيستها كلودين غاي مع المظاهرات الداعمة لفلسطين، باعتبار أنها «حرية تعبير»، بالإضافة إلى شهادتها أمام الكونغرس حول الحقوق الفلسطينية، ورغم أن كلودين غاي رئيسة جامعة هارفرد قد دانت هجوم حركة حماس، لكن منتقديها اعتبروا أن موقفها أتى متأخراً وبكلمات لا تعكس الشدّة الكافية، واستمرت الضغوط تمارس عليها، ورغم أن أكثر من 500 من أعضاء هيئة التدريس في هارفارد وقّعوا عريضة لدعم رئيسة الجامعة، إلا أنها أرغمت على الاستقالة، وكانت لجنة التعليم والقوى العاملة بالكونغرس الأميركي، قد استدعت كلاً من غاي، ورئيسة جامعة بنسلفانيا إليزابيث ماغيل، ورئيسة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا سالي كورنبلوث، إلى جلسة محاسبة رؤساء الجامعات ومكافحة معاداة السامية.

(13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023) تجمع العديد من طلاب جامعة لويولا شيكاغو للاحتجاج على موقف السيناتور الأمريكي تامي داكوورث بشأن حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة خلال حضوره فعالية جامعية.

(10 تشرين الثاني / نوفمبر 2023) داهمت الشرطة الأمريكية اعتصاماً نظمه طلاب جامعة براون في ولاية رود آيلاند، أمام مكتب رئيس الجامعة، للمطالبة بمقاطعة الشركات الداعمة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي. وتم اعتقال طلاب في جامعة براون، الأربعاء 8 تشرين الثاني نوفمبر 2023، بعد تنظيم اعتصام لمطالبة الجامعة بالتوقف عن استقبال المنح من إسرائيل.

10 نوفمبر 2023داهمت الشرطة الأمريكية اعتصاماً نظمه طلاب جامعة براون في ولاية رود آيلاند، أمام مكتب رئيس الجامعة، للمطالبة بمقاطعة الشركات الداعمة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي.

8 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 أعلنت جامعة برانديز الأمريكية حظر منظمة «طلاب من أجل العدالة في فلسطين» وإلغاء تمويلها وسحب تراخيص ممارسة النشاطات الجامعية، بزعم دعم «الإرهاب» والدعوة للقضاء على إسرائيل، في خطوة وصفتها المنظمة بأنها تهدف لـ«حظر فلسطين».

وهدد رونالد ليبويتز، رئيس جامعة برانديز جميع المنظمات الطلابية «المعادية للسامية» بفقد الامتيازات الجامعية، متهماً الطلاب المؤيدين لفلسطين بـ «انتهاك قواعد السلوك»، وكانت الجامعة قد اتهمت المنظمة الطلابية بـ « دعم القضاء على إسرائيل»، وهو ما ردت عليه المنظمة، بأن الجامعة لم تتخذ أي خطوات لدعم طلابها الذين فقدوا أعزاءهم في العدوان على غزة، وأن هذه الخطوة تأتي لإسكات الأصوات الفلسطينية.

نظّم طلاب جامعة برانديز بولاية ماساتشوستس الأمريكية اعتصاماً مفتوحاً في الحرم الجامعي يوم الاثنين 13 نوفمبر 2023 احتجاجاً على اعتقال الشرطة سبعة أشخاص يوم الجمعة (10 نوفمبر 2023) خلال قمعها مظاهرة طلابية متضامنة مع فلسطين.

 (10 نوفمبر 2023) اعتقلت شرطة «الكابيتول» 10 طلاب جامعيين بعد اقتحامهم جلسة استماع في الكونغرس احتجاجاً على الدعم الأمريكي للإبادة المتواصلة في قطاع غزة، مطالبين بوقف العدوان، وتوفير الحماية للطلاب الفلسطينيين داخل الجامعات الأمريكية. وارتفعت حدة التوترات في الجامعات الأميركية بسبب حرب إسرائيل على غزة، في العديد من الجامعات الأمريكية تظاهر طلاب داعمين للفلسطينيين، ونظموا احتجاجات أسبوعية ضد الإبادة الجماعية التي تدعمها الولايات المتحدة لمدة خمسة أشهر على التوالي منذ 7 أكتوبر، وبدعوة من التحالف من أجل العدالة في فلسطين، وتحالف شيكاغو ضد العنصرية والقمع السياسي احتشد في 16 مارس/آذار 2024 أكثر من ألف شخص أمام قنصلية الاحتلال الإسرائيلي في شيكاغو، وساروا بعد ذلك عبر وسط المدينة مطالبين بوقف المساعدات الأمريكية للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في فلسطين ووقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار.

يتغير الرأي العام الأمريكي لا سيما الشبابي لمصلحة فلسطين وقضيتها، وبات يشكك بالروايات الاسرائيلية، ويتفاعل مع الرموز الفلسطينية من أعلام وكوفية، وقد تنامت حركة التضامن مع فلسطين ومناهضة سياسة إسرائيل منذ معركة طوفان الأقصى، واتخذت أشكالاً متعددة من الفعاليات اليومية، وتطور شكل العمل التضامني من التظاهر بالشارع إلى حملات طويلة المدى، كتنظيم حركات المقاطعة، وتكثيف التوعية بالقضية الفلسطينية، وأطلق أنصار «الحق الفلسطيني» في جامعة هارفرد الأمريكية حملة خميس الكوفية تدعو أنصار الحقوق الفلسطينية بين الطلاب والأكاديميين لارتداء الكوفية الفلسطينية كل يوم خميس، في حملة مستمرة، تبنتها عدة منظمات طلابية من جامعات أخرى، منها جامعة برينستون، وجامعة كولومبيا، وجامعة تكساس إيه آند إم، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ولجنة التضامن الفلسطيني في جامعة هارفارد.

من كل ذلك نأمل كفلسطينيين أن يؤدي تغيّر الرأي العام الشعبي الأمريكي -الذي لمس عدالة القضية الفلسطينية ونازية العدوان الإسرائيلي وهمجيته- إلى الضغط على صانع القرار الأمريكي لتتوقف واشنطن عن الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ولاتخاذ مواقف تنصف الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للإبادة الجماعية والتطهير العرقي.

المصادر: مواقع الكترونية

–       موقع السفير العربي، فلسطين إذ تعرّي «المكارثية» السائدة من جديد

–       موقع القدس العربي، المظاهرات التضامنية مع فلسطين في الولايات المتحدة

–       موقع الاتجاه الديمقراطي، التقرير (143) لدائرة المقاطعة في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين (الجزء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى