أمن وإستراتيجية

القصة الكاملة لـ يفغيني بريغوجين ومجموعة فاغنر الأمنية الروسية

تضم مجموعة فاغنر الأمنية الروسية أو فاجنر ما بين 40 و 60 ألف مقاتل أغلبهم من روسيا و عدد منهم من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة ، بعض التقارير تشير الى ان المجموعة يعمل لصالحها بين 60 و 100 الف مقاتل أو متعاون ، و تنخرط في عمليات أمنية علنية و سرية في 11 دولة عبر العالم ، مجموعة فاغنر (بالروسية: Группа Вагнера)‏ هي منظمة روسية شبه عسكرية، وصفها البعض بأنها شركة عسكرية خاصة (أو وكالة خاصة للتعاقد العسكري) وقيل إن مقاوليها شاركوا في صراعات مختلفة، بما في ذلك العمليات في الحرب الأهلية السورية على جانب الحكومة السورية، وكذلك في الفترة من 2014 إلى 2015 في الحرب في دونباس في أوكرانيا لمساعدة القوات الانفصالية التابعة للجمهوريات الشعبية دونيتسك ولوهانسك المعلن عنها ذاتيا.

يرى آخرون بما في ذلك التقارير الواردة في صحيفة نيويورك تايمز أن فاغنر هي حقًا وحدة تتمع بالاستقلالية تابعة لوزارة الدفاع الروسية و/أو مديرية المخابرات الرئيسية متخفية، والتي تستخدمها الحكومة الروسية في النزاعات التي تتطلب الإنكار، حيث يتم تدريب قواتها على منشآت وزارة الدفاع. ويعتقد أنها مملوكة لرجل الأعمال يفغيني بريغوجين الذي له صلات وثيقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

يفغيني فيكتوروفيتش بريغوجين (ولد في 1 يونيو 1961 في لينينغراد ب‍روسيا) هو رجل أعمال روسي، وله علاقات وثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقد أطلق على بريغوجين اسم «طباخ بوتين» في مقال لأسوشيتد برس بسبب المطاعم وشركات المأكولات التي استضافت الرئيس فلاديمير بوتين مع شخصيات اجنبية رفيعة المستوى. يسيطر بريغوجين على «شبكة من الشركات» بما في ذلك ثلاثة متهمين بالتدخل في انتخابات عام 2016 في الولايات المتحدة. كما اتهم بريغوجين أيضا بمحاولة التأثير على انتخابات التجديد النصفي الأمريكية لعام 2018. ويواجه بريغوجين وشركاته وشركاؤه عقوبات اقتصادية واتهامات جنائية في الولايات المتحدة.

وجاء في تحقيق اجراه بيلينغكات وذا إنسايدر و‌دير شبيغل ان عمليات بريغوجين مدمجة بشكل محكم مع وزارة الدفاع الروسية وذراعها الاستخباراتية، مديرية الاستخبارات الرئيسية في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة”.

حياته المبكرة
ولد بريغوجين في لينينغراد (سانت بطرسبرغ الآن) في الأول من يونيو 1961 لفيوليتا بريغوجينا. تخرج من مدرسة داخلية لألعاب القوى في عام 1977 وشارك في التزلج الريفي على الثلج. كان والده وزوج أمه من أصل روسي يهودي، في حين أن والدته من أصل روسي عرقي.

وفي 29 نوفمبر 1979، حكم على بريغوجين بالسجن مع وقف التنفيذ بتهمة السرقة (في لينينغراد). في 1981 حُكم عليه بالسجن 12 سنة بتهم السرقة والاحتيال وتوريط المراهقين في الجريمة.

الملياردير الحليق الرأس اتهم الجمعة الماضي الجيش الروسي بقصف معسكرات مجموعة فاغنر بطلب من وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الذي أقسم أن “يوقفه” بالقوة.

ويؤكد بريغوجين البالغ 62 عاماً أن لديه “25 ألف” مقاتل يتبعون أوامره وقد دعا الجيش والمواطنين الروس إلى الانضمام إليه نافياً أن يكون قد أقدم على “انقلاب عسكري”.


بعدها مباشرة بدأت الأجهزة الأمنية الروسية النافذة جداً تحقيقاً في حقه بتهمة “الدعوة إلى تمرد مسلح” وهي تهمة خطرة يمكن أن تدخله السجن لفترة طويلة.

لكن ما من شيء مضمون عندما يتعلق الأمر ببريغوجين المتمرس في فن الاستفزاز وتغيير المواقف.

تقول المحللة الروسية المستقلة تاتيانا ستانوفايا “يبقى معرفة ما سيحدث” معتبرة أن السلطات تسعى “ربما إلى إخراج بريغوجين من اللعبة بمشاركة نشطة من هذا الأخير”.

وتضيف “بالنسبة لجهاز الأمن الفدرالي وهيئة الأركان ما يحصل يناسبها تماماً. على أقل تقدير، سيتعرض بريغوجين لضربة”.

العالم يرصد ما يحدث في روسيا.. بيلاروس تتوسط وبريغوجين يعيد مقاتليه إلى قواعدهم حقنا للدماء
سيد الاستفزاز

بدا أن النزاع في أوكرانيا وفر فرصة من ذهب لرجل الأعمال للخروج إلى دائرة الضوء بعدما عمل لسنوات في الظل، ليفرض نفسه لاعباً أساسياً في روسيا.

في أيار/مايو 2023 بعد معارك شرسة ودامية، وصل بريغوجين إلى القمة بإعلانه سيطرة فاغنر على باخموت في شرق اوكرانيا محتفياً بانتصار نادر للقوات الروسية على أرض المعركة.

لكن خلال هذه المعركة أيضاً تفاقم التوتر مع هيئة أركان الجيش الروسي. فبريغوجين يتهم الهيئة بحرمان فاغنر من الذخائر ويكثر من اللقطات المصورة التي يشتم فيها القادة العسكريين الروس.

وهذا أمر لا يمكن تصوره من أي شخص آخر في روسيا التي تشهد قمعاً شاملاً.

بدأ بريغوجين يظهر إلى دائرة الضوء في أيلول/سبتمبر الماضي بالتزامن مع تكبد الجيش الروسي هزيمة تلو الأخرى في أوكرانيا ما شكل انتكاسة لقارعي طبول الحرب على غراره.

وأكد يومها للمرة الأولى علناً أنه أسس في 2014 مجموعة فاغنر المسلحة الناشطة في أوكرانيا وسوريا وإفريقيا كذلك. وفرض نفسه قائداً أساسياً.

وشدد على أن هؤلاء “الشباب، هؤلاء الأبطال دافعوا عن الشعب السوري وشعوب دول عربية أخرى وعن الفقراء الأفارقة والأميركيين اللاتينيين وأصبحوا إحدى ركائز وطننا”.

في تشرين الأول/أكتوبر ذهب أبعد من ذلك عندما دشن بحفاوة مقر “شركة فاغنر العسكرية الخاصة” في مبنى زجاجي في مدينة سان بطرسبرغ في شمال غرب روسيا.

ونشر بريغوجين سيد الاستفزاز في شباط/فبراير مقطعا مصوراً يظهره في طائرة حربية يقترح على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تقرير مصير باخموت خلال منازلة جوية.

ولكي يبني جيشاً على قدر طموحاته، راح بريغوجين المولود كما بوتين في سان بطرسبرغ، يجند آلاف السجناء ليقاتلوا في أوكرانيا في مقابل العفو عنهم.

ويعرف يفغيني بريغوجين أوساط السجون جيداً فقد أمضى تسع سنوات في السجن في الحقبة السوفياتية لارتكابه جرائم.

خرج من السجن العام 1990 عندما كان الاتحاد السوفياتي على شفير الانهيار وأسس شركة ناجحة لبيع النقانق.

وأرتقى السلم بعد ذلك وصولاً إلى فتح مطعم فخم أصبح من أهم مطاعم سان بطرسبرغ، حين كان نجم بوتين يصعد.

بعد وصول فلاديمير بوتين إلى سدة الرئاسة في العام 2000 راحت مجموعة بريغوجين توفر خدمات طعام للكرملين فلقب ب “طاهي بوتين” وقيل إنه حقق المليارات بفضل عقود عامة.

ويبدو أنه استخدم هذه الأموال لتأسيس فاغنر وهو جيش خاص ضم في صفوفه أولا مقاتلين قدامى أصحاب خبرة من الجيش وأجهزة الاستخبارات الروسية.

في 2018، في حين كانت هذه المجموعة قد لفتت الانظار في اوكرانيا وسوريا وليبيا، بدأت تسري معلومات عن انتشارها في إفريقيا أيضاً. وقد قتل ثلاثة صحافيين روس كانوا يجرون تحقيقاً حول هذه المجموعة في جمهورية إفريقيا الوسطى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى