ماتت شيرين. فماذا أنتم فاعلون؟
رشيد مصباح(فوزي)
**
مداوروش في: 12 ماي 2022
الموافق لـ:
١١ شوال ١٤٤٣ هـ
**
لو كنتُ مكان أمير قطر لقمتٌ بإلغاءكأس العالم، وهذا أضعف الإيمان بالنسبة لنا كعرب.
لكنّه، لم ولن يفعل ذلك، ولأسباب عديدة؛ والريّاضة إن لم تكن رسولا للأمن والسلام العالميين، فما جدوى كل هذا الإسراف على كرة من الجلد اليابس؛ قطرها لايتعدّى 70 سبعين سم، ووزنها لا يزيد عن 450 غ؟!
ولو كنتُ مكانه لقمتُ بإغلاق مكاتب الجزيرة، في البلدان التي تشكّل خطرا على مراسليها. حفاظا على الأرواح على الأقل. لكنّه لم ولن يفعل، لأنّ أرباب قناة الجزيرة همّهم الأوّل والأخير هو الرّبح. والرّبح لا يأتيهم إلاّ عن طريق السبق الصحفي؛ وهو بالنسبة إليهم “مسألة حياة وموت”.
ولو كنتُ مكان الرّئيس المصري لقمتُ بإغلاق الجامعة العربية وطرد من فيها، وتركتُ مقرّها في المزاد العلنيّ، وجلبتُ بثمنه قمحا من روسيا و غيرها من الدوّل والبلدان. لكنّه لم ولن يفعل؛ لأنّ أبناء عمومته سيتخلّون عنه ويبيعونه بثمن بخس؛ دراهم معدودة.
ولو كنتُ مكان ملوك المغرب و الخليج، لقمتُ بإلغاء التّطبيع مع الكيان الصهيونيّ. لكنّهم لم ولن يفعلوا، لأن الأنكل سام سيعاقبهم ويقوم بجلدهم.
ولو كنتُ مكان دول المغرب العربي الكبير، لقطعتُ دابر الغرب وعلى رأسه فرنسا، العدوّة التاريخية لشعوبها المجاهدة. لكنّها لم ولن تفعل، لأنّ ذلك سيتسبّب في إغضابها. وإذا ما غضبت فرنسا تغلق في وجهها بلادها ولن تسمح لها بالتسوّق في جِنانها؛ “لا فالي فيلاج” بالقرب من ديزني، في باريس وضواحيها.
ولو كنتُ مكان الشعوب العربية، لتوقّفتُ عن العويل والنّحيب ومسحتُ دموع اليأس من على خدّي. فالبكاء على الأطلال الدوارس من الجاهلية الأولى.
لن تستقل فلسطين، ولن تعود الخلافة الاسلامية؛ مادام الغرب هو من يقرّر، وهو من يعّين.
ولن تستقلّ الشعوب الأبيّة، والنّخب تأكل من موائد النّظام، وتتملّق جلاّديها.
ما فائدة الحزن على فلسطين، وقد ذُبحتُ من الوريد إلى الوريد، مرّتين؛ من طرف العدو، ومن قبل الصّديق؟!
ماتت شيرين الأنجلو-أمريكية، ولم ولن يبكي لموتها القُضاة ولا الإدارة الأمريكية.
بالأمس مات جمال خاشقجي، ومُثّل بأطرافه و أمعائه، وبيع دمه مقابل الصّمتْ بالبترودولار. واليوم قُتِلت شيرين بدم بارد، ومعها اغتيلت الحقيقة.
وغدا، وبعد غد، ستوت شيرين الثانية، والثالثة… فماذا أنتم فاعلون يا عرب؟