مؤتمر جدة للأمن والتنمية . العراق أين ؟
ضياء محسن الاسدي
(( صحيح أن العراق بحاجة إلى أمته العربية ومحيطه الدولي والإقليمي وخصوصا في
هذه المرحلة من التغيرات السياسية والاقتصادية التي تحدث في العالم كان وما زال العراق
يسعى وينادي إلى التكامل الاقتصادي الإستراتيجي الحقيقي المبني على المصالح المشتركة لكل
الأطراف والتي تصب في مصلحة الشعوب للنهوض بالواقع العربي التبعي لدول العالم وعدم
ترك الباب مفتوحا أمام التدخلات الأجنبية الطامعة في ثرواته وعلى مدى عصور طوال
وخصوصا الدول الغنية بثروات تصب في مصلحة الدول الساعية للهيمنة على مقدرات الدول
العربية وخصوصا العراق وبما أنه نقطة ارتكاز في كل المجالات ومن أكثر الدول العربية في
الإمكانات المادية والطاقات البشرية والثروات الاقتصادية التي تؤهله في قيادة عجلة الاقتصاد
العربي بدون أيادي الغرب الخفية وتدخلاتها التي أفرغت الدول العربية من طاقاتها لكن بعد
التغيرات السياسية والجغرافية والزمنية علينا أن نضع في الحسبان أن مقدرات شعوبنا من
الأولويات وخصوصا العراق يجب أن يعود للواجهة والريادة في قيادة مجتمعه العربي
والإقليمي لما يتمتع به من خصوصيات المرحلة الحالية والقادمة إذا ما استُخدمت إمكاناته
بصورة صحيحة ونهج علمي مدروس ليُعاد به إلى مكانته بعد الإرهاصات الدولية
والاصطفافات الإقليمية السياسية والاقتصادية لبعض دول العالم وتغير معالم الخارطة السياسية
في أطار التحالفات الجديدة لبعض الدول والتي أزعجت كثيرا من دول الغرب التي كانت في
الوقت القريب هي المهيمنة واللاعب الفعال في قيادة العالم وخصوصا أمريكا وبريطانيا فقد
أصبحت أمريكا تفكر بجدية في أعادت النظر بلعبتها وطريقة العمل الجديدة في هذه المرحلة
انطلاقا من العراق كبوابة للوصول إلى الدول العربية وأن مؤتمر قمة جدة للأمن والتنمية هي
الخطوة الأولى في ترتيب الأوراق الأوربية في الساحة الإقليمية والعالمية لكن السؤال هو كيف
يفكر الساسة العرب المجتمعين في جدة في هذا المؤتمر برعاية أمريكا ومنها العراق وبما أنه
في بداية مشواره في التعافي من مشاكله السياسية والأمنية فعليه أن يستفاد من هذه الفرصة
وطرح ما يريده من الدول العربية في خدمة مصالح شعبه للنهوض بواقعه المتخلخل وبناء
قدراته ولا يكون تابعا لأحد فهل ستساهم هذه الدول في استقرار العراق أمنيا واقتصاديا ليكون
القاعدة والركيزة القوية والنواة في بناء ناتو عربي تستظل تحته الدول العربية كما يزعمون أم
ستعمل هذه الدول على حماية مصالحه ومنع التدخلات السياسية الخارجية والحيلولة من تمرير
أجنداتها المغرضة التي عاثت في أمنه على مدى سنين عديدة وأصرت على أن يكون العراق
خرابا في بناه التحتية ونظامه السياسي القلق وأن لا يكون سوقا حرة لبضائع الدول التي لا تملك
مثل قدراته مثل جعله مستورد للطاقة الكهربائية أم مصدر للنفط الخام من غير مصانع نفطية
ومنشآت نفطية داخل البلد وإبقائه يرزخ تحت مؤامرة الاستيراد كل شيء من أن يكون هو
صاحب المبادرة في التصدير خلال تنمية إمكانياته وطاقاته البشرية والمادية ليكون مُتبع وليس
بتابع لأملاءات الدول المهيمنة على اقتصاد العالم وأن يكون يملك الكثير من الطاقات التي
سيستخدمها في بناء بلده في المستقبل كل هذا على الحكومة العراقية أن تكون لها الكلمة
الشجاعة والطرح أمام الغير في عملها وخططها المستقبلية ))