مأزق أمريكا الكبير في الشرق الأوسط

التأخير ليس من مصلحة الأمريكيين

أفنان القاسم

التأخير في تغيير الشرق الأوسط وتحويله ليس من مصلحة الأمريكيين يؤخر الحلول السريعة لأزماتهم الاقتصادية على المدى القصير وأزماتهم الوجودية على المدى الطويل، فهي أزمات متوالدة تعبر عنها عمليات النظام غير المتلازمة بين سياسته الداخلية وسياسته الخارجية وغير المتغيرة تغير إحداها بتغير الأخرى، أنا أدعو ذلك بالجمود العقلي للعقل السياسي الأمريكي، لأن من المفترض أن يكون التغيير ضمنيًا من غير علاقة سببية، وأن يكون العمل فوريًا من أجل الأمريكيين من غير حسابات وقتية

التأخير في تغيير الشرق الأوسط وتحويله ليس من مصلحة الرئيس الأمريكي يضعه في موقف من الضعف المضطرد والتردد المستمر، فتنعكس قراراته الخارجية على قراراته الداخلية التي ترسم صورته كرئيس يسعى إلى فترة ثانية في المخيال الأمريكي، ذهابه المتكرر (وقبطاناته على الخصوص بلنكن الغراب الأمريكي) إلى إسرائيل لا يخدم هذه الصورة التي تظهره ضعيفًا أكثر ومترددًا أكثر لأنه محابيًا ومنحازًا لأسباب أخرى غير التي يريد إيصالها إلى الناخب الأمريكي، وعلى العكس لو جاء من واشنطن البعيدة حتى تل أبيب أعظم رئيس في العالم ليغير إسرائيل كما أرى كما أرسم كما أريد، وبالتالي ليجعل من إسرائيل دولة علمانية ديمقراطية سلمية لصنع لنفسه صورة مبتكرة تكون طريقه القصير إلى قلوب الأمريكيين

التأخير في تغيير الشرق الأوسط وتحويله ليس من مصلحة أمريكا يجعلها غير القوة العظمى في العالم للجمود السياسي: تعاملها مع جثث في الحكم السعودي مثلاً من بين أمثال منذ مائة عام، مع سياسة الموت أو الموت إنه السؤال كخيار لا يتغير لسكرتارية الدولة ورهان ساحرات مانهاتن على وصول براميل النفط إلى ستوكاتها، فأين التثوير التكنولوحي الذي لن أذكر شيئًا آخر غيره التثوير التكنولوجي من أجل ذاته الذي يجعل من السعودية ولاية أمريكية تحت شتى تفاعلاتها الاقتصادية والنقدية والاجتماعية والثقافية المؤثرة في صنع أمريكا نفسها؟ القوة الاقتصادية الأولى الدائمة هي الولايات المتحدة + الممالك السبع، القوة النقدية الأولى الدائمة هي الولايات المتحدة + الممالك السبع، القوة الاستراتيجية الأولى الدائمة هي الولايات المتحدة + الممالك السبع، لا يكفي أن تكون أمريكا “العين المفتوحة” على الصين كي تحرس نفسها من الأطماع الأمبريالية لحكامها، بالقوة الديمغرافية فقط التي للممالك السبع والولايات المتحدة (ثلث البشرية كالصين) ترغم أمريكا الصينيين على ألا يفكروا في غير أنفسهم، تايوان وغير تايوان لن تكون الملف المعيق لنوم الإدارة الأمريكية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى