لماذا كنا ولا زلنا مفعولين لا فاعلين ؟
نتابع هذه الايام عبر وسائل الاعلام المختلفة سواء في الفضائيات ام مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات عراقيين يعيشون خارج العراق يبّشرون بتغيير امريكي قادم !
وراح بعض الذين يمّنون النفس ان يحصلوا على مناصب رفيعة المستوى ويقطنوا الخضراء كما قطنها الحاكمين الان يسردون قصص واحلام وافلام ولو من بنات خيالهم عسى ان يؤججوا الوضع ويحصل ما يتمنوه ويلعبوا ذات الدور الذي لعبه قبلهم كثير من قادة القوى السياسية اليوم!
وارى في وجوههم وحديثهم بالضبط كما وصف احد المثقفين ذات مرة ان كثير ممن عارضوا نظام صدام حسين كانوا ضد صدام شخصيا لا ضده كمنهج لذا فجّل ما قاموا به ان حلّوا محله ومارسوا كثير من افعاله!
وانا اشمئز من احاديث المبّشرين الجدد بالأمريكان في كل وسيلة تواصل وتطالعني احاديثهم المزعجة ، قرأت كتاب (سياسة الرمز: عن نهاية ثقافة الدولة الوطنية في العراق ) للمفكر العراقي د. حيدر سعيد ، الذي وجدته قد شخّص هذا الداء العضال الذي لازمنا كعراقيين منذ سنين وليس الان ، إذ انه في الصفحة (٥٥) من الكتاب بعد ان ابتدأ برأي الصحفي الامريكي (ادم بيوري) الذي وصف العراقيين في مقال له بعدم وجود روح المبادرة الشخصية لديهم وساق لإثبات ذلك امثله ، عقّب سعيد في استنتاج واضح بأن “حُكم علينا نحن العراقيين ان نكون الطرف السلبي في احداثنا فلسنا من جاء بصدام حسين ولا شاركناه في قرارات حروبه العبثية ولسنا شركاء الامريكان في اسقاط نظامه فكأن تاريخنا يصنع بإيدي سوانا..” والكلام لحيدر سعيد طبعا ، حتى يختم فكرته بنتيجة مهمة قائلا ” لقد اصبحت هذه السلبية شرطا ضمنيا اسس البناء السايكولوجي للعراقيين : ان ينتظروا الفعل من طرف خارجي دائما وهكذا كنا مفعولين لا فاعلين !”
وبالفعل هذا ما كان وحصل ، كل من فشل في صناعة جماهيرية وعمل مؤثر وخرج من العملية الديمقراطية بفشل يذهب يقطن في فندق من فنادق الخليج او اوربا ثم ينهمر حديثا امام وسائل الاعلام يمّني النفس بسقوط الوضع القائم كي يحصل ضمن الوضع الجديد على بغيته !
قد يحصل ما يتمنى هؤلاء الطامعين غير ان فشلهم باق فلا يديروا بلادنا احسن مما ادارها الموجودين والسبب انهم مفعولين لا فاعلين!
وليد عبدالحسين : محامي