الجزائر الحدثمجتمع

لماذا ترفض الشركات الرد على طلبات التوظيف ؟

بالنسبة لمعظم الباحثين عن عمل ، أصبحت مشكلة توقّف التواصل بعد تقديم طلب الترشّح للوظيفة مشكلة شائعة جدًا. فبعد أن يستثمر المرشّحون الكثير من الوقت والجهد لابتكار سيرة ذاتية خاصّة وكتابة خطاب تقديم مفصَّل، تبدأ حينها المعاناة في تلقّي الإجابات من الشركات الموظِّفة. وعدم الإجابة ليست مسألة لوجستية فقط، بل لها الكثير من العواقب العاطفية والمهنية على حد سواء، إذ إنها تشعر الباحثين عن عمل في المنطقة بانعدام القيمة والانفصال عن واقعهم المهني الحقيقي.

الجدير ذكره أن سوق العمل في الشرق الأوسط قد شهد نموًا كبيرًا على مدى العقدين الماضيين من الزمن، حيث أصبحت بعض الدول مراكز دولية للمهنيين المحترفين الساعين وراء فرص جديدة. لكن واقع انقطاع التواصل بعد التقدُّم بطلب العمل مماثل هنا لما هو على الصعيد الدولي. وهذا التحدّي يسلّط الضوء على أهمّية المنصّات البارزة التي تمنح الأولوية للتواصل الشفّاف والمساعَدة بردم الهوّة بين الباحثين عن عمل والشركات العارضة للوظائف، مما يضمن إجراءات توظيف أكثر تفاعلًا واستجابة.

الأثر العاطفي على الباحثين عن وظيفة

إن انعدام التواصل المناسب ليس مجرّد مسألة إدارية، بل له تأثيرات عميقة على المتقدِّمين للوظيفة. فبالنسبة لهؤلاء، التقدُّم لعمل لا يتمحور فقط حول تقديم مستنَد معيَّن، بل إنه يمثّل التطلّعات والآمال وأحيانًا كثيرة ساعات من التحضير. وفترة الصمت التي تعقب هذا تقود للتشكيك بالقدرات الذاتية والقلق.

أحد الباحثين عن عمل، عللّق على التجربة قائلًا: “إني أقدّم طلبات للعديد من الوظائف ولم أتلقّ أي معلومة للآن. وهذا جعلني أتساءل إن كانت مؤهّلاتي غير مناسبة. علاوة على هذا، يؤسفني عدم رغبة الأقسام التشغيلية في العديد من المجالات توفير الفرص العادلة في المقابَلات للمحترفين الشباب من أصحاب الخبرات المحدودة في قطاع معيَّن والذين يبحثون عن مجال للتغيير في مسيرتهم المهنية. هذا الأمر يبدو وكأن هناك خط عريض فاصل بحيث لا يُسمَح للشخص بتغيير عمله.” ونذكر أن هذه التجارب لا تحتكر على أفراد معينين. ففي مختلف أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي، يعبّر الباحثون عن عمل عن إحباطهم جرّاء إجراءات التوظيف الطويلة وغير الشفّافة والأثر العاطفي بسبب انتظار الإجابة التي قد لا تأتي أبدًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى