لروحك السلام شرين أبو عاقلة
نداء عز الدين عويضة
إبنة بلدي إبنة القدس الأبية الصحفية التي لامست كلماتها اوجاع الوطن وآهاته، في بيت متواضع من القدس مسقط رأسها عاشت شيرين بلا زوج ولا اولاد، نموذج للمرأة الفلسطينية الجسورة التي رسمت في تفاصيل كحلها خارطة الوطن، ترافق ذكريات التهجير لتصبح قصة فلسطين من أقصاها إلى أقصاها ، نكبة استهداف مباشر جديدة لصوت الحقيقة .
اخترتٍ ان تكوني جزءا من الصورة فأصبحت مقدمة الحدث، توشحت الوطن، اجهشت القلوب تبكيك شيرين أبو عاقلة ، تعودت انك في كل مرة تهزمين الموت بالأمل وتؤجلي موعدك معه علًك تنقلي موعد الحرية المنتظرة.
اخترت أن تنقلي الحقيقة, أن تكوني قريبة من الإنسان لتوصلي صوته إلى العالم, كانت شيرين تدعم الإفطارات الرمضانية، تعالج المحتاجين على نفقتها الخاصة، لم تكن صحفية بقدر كونها مجاهدة ومقاومة افنت عمرها في نقل الرواية الفلسطينية بكل مهنية، عاشت لأجل فلسطين وقفت في وجه العدو وقدمت للعذراء باقة ورد في عيدها ،
حملت كل ما تربت عليه من قيم سيدنا عيسى المسيح عليه السلام من التسامح والسمو والألم والواقع متدينة بالمعنى الروحي العميق، لم اتوقع رحيلها ، كنت أتأمل قوة لغتها واتابعها محاولة تقليد صلابتها في الميدان، شيرين أبو عاقلة ارتقت شهيدة على أرض الابطال جنين لنزفها مع قوافل الياسمين معطرين الوطن ،
نالت الشهادة برباطها طيلة شهر رمضان في المسجد الأقصى ونالت محبة الناس التي ماهي إلا محبة إلهية ( لأن الله اذا احب عبدا نادى في السماء والأرض أنني احب فلان فاحبوه)، شيرين تاريخ مشرف ودرس في منهاج الصحافة مقرر، باغتيالها وحدت جميع أطياف الشعب الفلسطيني حول العالم شيرين أبو عاقلة السلام والسكينة والرحمة لروحك الطاهرة
ولذكراك المجد والخلود.