يعد مجال الكتابة الشعرية عند الكاتبة التونسية نزهة المثلوثي أحد هواجس الإبداع الفني الذي تعتمد عليه في حياتها اليومية ، ذلك ما تترجمه جملة أعمالها و قصائدها ، حيث تعد قصيدة “بغير تردد” ، إحدى قصائدها المتميزة و هذا من خلال إختيار الكلمات و المعاني التي تنم عن عمق المشاعر و عن صدق الأحاسيس .
“بِغير تردّد”
بِغير تردّد أدركت أنّي
أحبّك فوق إدراكي وظنّي
*
أحبّك مثل حُبّ الأمّ طفلا
تخاف عليه من وجع وحزن
*
أحبّك واقعا حلوا جميلا
ونقشا في تصاويري وفنّي
*
قضيت العمر أبحث عنك طيفا
يداعب مهجتي و يفرّ منّي
*
و في كلّ الأماكن والزّوايا
وفي كلّ الحدائق كلّ غصن
*
وفي صمت الشّواطئ حين تبدو
خيوط الشّمس ترقص في تثنّ
*
أحبّك في ضياء الصّبح لمّا
يهلّ مع النّسيم شعاعُ حِنِّ…
*
وتصحو صفحةٌ أخرى عليها
قطوفُ الكون.. أطيارٌ تغنّي
وتزهو مهجتي وَيَطيب وقتي
وتشدو فرحتي أنغامَ حُسْنِ
*
أحبّك في عناقي في اشتياقي
أحبّك في وصالي
عنْد حضْني
أحبّك شعلةً تجتاح ليلي
مَرَامًا مِنْ لَهِيبٍ زَادَ مِنّي
“بِغير تردّد” هي من أجمل ما كتبت الشاعرة التونسية المتميزة و المتألقة نزهة المثلوثي في هذا اللون و الجنس الأدبي الذي قد يكون منارة للطلبة و الباحثين في دعم أعمالهم و مذكرات تخرجهم ، نظرا للقيمة المضافة التي قد تقدمها تلك الأعمال في مجال الكتابة من جهة و في مجال الأدب بصفة خاصة ، إضافة إلى ذلك دعم الساحة الثقافية المحلية منها و العربية بمثل هكذا أعمال قيمة يستفيد منها كل دارس و كل محب لهذا النوع من الكتابة ، هي شاعرة تستحق كل الدعم و التشجيع ، خاصة في جمع قصائدها في شكل ديوان شعري حفاظا على أعمالها و حمايتها .
الطيب بونوة
