تعاليقرأي

لا عيد.. لا أخلاق.. كفانا من هذا النّفاق.

رشيد مصباح(فوزي)

**
كل عيد اضحى لازم يعني نذكّر بعضنا بأبجديات النّظافة؟
ما هذا الفهم الضّحل لسنن الأنبياء؟
ما هذه السلوكيات الشّائنة؟
كيف نقول عن أنفسنا ”مسلمون“؟
كيف نرتقي بهذا الفهم العقيم للدّين؟
لوكانت الأفعال الشائنة تصدر من أناس جهلة وأميّين ما كنّا نستغرب. ولكن الذي يسيء إلى الحياة شخص يزعم أنّه مواطن واعٍ ومثقّف، هل يمكن استساغته؟؟؟
ألا يعلم هذا المواطن الذي قد يكون خريج جامعة ويحمل شهادة عليا أن العبث بشروط النظافة في هذه الأيّام الحارّة معناه العبث بصحّة وحياة الغير؟
بات لزاما علينا في كل مرّة إعطاء دروس في الوعظ وفي كل عيد ومناسبة!؟
لعمرك ”اللّي خامج خامج“، و”اللي ما يحدثوه جواجيه ما يدير فيه لصو“.
هكذا كان يقول آباؤنا الأميّون: كيف تنفع الوصية فيمن لا تحدّثه جوارحه؟
من سوء فهمنا للدّين والحياة، باعتبار أن الدِّين هو الحياة؛ وفقا لما جاء في الآية الكريمة التي يقول فيها المولى عزّ وجل: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ] صدق الله العظيم. صار همّنا الوحيد هو الحفاظ على المظهر مع إهمال الجوهر؛ أناس ما شاء الله عليهم يبالغون في لبس الجديد من الثياب، ويحملون معهم الهواتف الفخمة إلى المساجد؛ يضعونها نصب أعينهم عند القيام و أثناء السّجود. فهي شغلهم الشّاغل.
مسلمون يحرصون على صوم يوم عرفة، يحافظون على صلاة النّوافل في المساجد، لكن سلوكياتهم المشينة تعكس فهمهم العقيم للدّين؛ انتهازيون حين يتعلّق الأمر بمصالحهم الشّخصية، ولا يرقبون في إخوانهم إلّـا ولا ذمّة.
جار يبذل قصارى جهده من أجل الأضحية، يبحث عنها بشق الأنفس، يرهن كل ما عنده من أجل اقتنائها، يشتري كل اللّوازم الضّرورية بما في ذلك الفحم وغيره ويحدّ السكّين كي يريح ذبيحته من الألم.. ثم يلقي بالقاذورات أمام جاره وفي الرّصيف وفي طريق الآخرين؟
مسلمون فوق العادة، بل هم خارج كل التصنيفات!
ألـا يعلم هؤلاء أنّنا نتقاسم معهم الأرض والدّين، وأنّ الذي يسيء إلى جاره قد أساء الفهم إلى حق الجوار و الدّين. ألـا يعلم هؤلاء الذين يحرصون على المظاهر الباذخة أكثر من حرصهم على السلوكيات الرّاقية أن ”الدّين المعاملة“؟
ولكم يحزّ في أنفسنا، بل ويؤسفنا كثيرا، أن نعود إلى اجترار نفس الكلام القديم؛ عن ”أهميّة النظافة في الإسلام“، في عصر الهواتف الفخمة التي لا تسع لها جيوبنا ولا تفارقنا أبدا، وكل هذا العناء ونحن لا نحسن توظيفها فيما ينفعنا!؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى