لا شيء ثابت الا التغيًر
ابراهيم صالح حسن
كاتب وباحث
ينص قانون هذا العالم على قاعدة واحدة وهي ( لاشيء ثابت إلا التغيّر) , الكون بنجومه ومجراته , الأرض ببحارها وأنهارها ,جبالها وقاراتها ,المجتمعات الإنسانية , الحضارات ,الأنظمة السياسية , المنظمات والحياة كلها في تغّير.
بعد الثورة الزراعية التي شهدها العالم تلتها ثورة صناعية في الثلث الأخير من القرن الثامن عشر, وفي ظل كل هذه التقلبات الاقتصادية والتطورات العلمية والعالم يحاول إيجاد النظام الأنسب الذي يقود العالم وفق التساؤل (هل النظام الاشتراكي او الرأسمالي هو الأنسب للتقدم الاقتصادي في العالم ؟) من خلال ذلك انقسم العالم بين مؤيد للاشتراكية التي سميت( بأنصار التعاونيات التي ظهرت في بريطانيا لأول مرة بين اتباع روبرت اوبن عام 1827) او تسمى في فرنسا ب (المجتمع society ) والتي رأت النور بوليدها الشرعي (الشيوعية) ببزوغ عام (1919) بعد ثورة البروليتاريا او الثورة الروسية الأولى التي أطاحت بالقيصرية الروسية . وآخر مؤيد للرأسمالية او مذهب الاقتصاد الحر الذي نتج عن أفكار(ادم سميث) والتي شاعت في معظم الدول الغربية والتي انتصرت عملياً بعد اعلان (ثورة البيريسترويكا) عام (1991) التي اعلنها رئيس الاتحاد السوفيتي و(البيريسترويكا) تعني (إعادة الهيكلة) على المستوى الاقتصادي وهي برنامج إصلاحي الذي اطلقه( ميخائيل غورباتشوف) رئيس الاتحاد السوفيتي آنذاك وتشير بإعادة بناء النظام الاقتصادي . وكل هذا الصراع ناتج عن تخيّل اغلب العلماء الماديين بأن تطور تاريخ الانسان ما هو الا عبارة عن تطور اقتصادي, اذ يتطور الانسان بتطور الحياة الاقتصادية وان المستقبل الحضاري للإنسان هو التقدم الاقتصادي, وفي خضم كل هذه التغيرات العالمية السياسات والأنظمة والحكومات سعت الدول الكبرى الى نقل الصراع الى صراع اقتصادي واختراق الأسواق وتصريف المنتجات والتوجه نحو الشركات وزيادة الإنتاج واخذ زمام المبادرة والريادة في العالم متبعة أساليب منوعة للحصول على مركز تنافسي والاستجابة لمختلف التغييرات التي تحصل في البيئة العالمية.
أخذت الشركات شيئاً فشيئاً بأيجاد الحلول المثلى لمقاومة التغيير بالتخلص من النظريات الكلاسيكية والأساليب البيروقراطية التي تتصف بأستاتيكية جامدة في العمل وانتهاج أساليب حديثة وما يواكبها من تقدم تكنولوجي وفني وتغيير الاستراتيجيات واستجابة لهذا التغير عملت الشركات على الحد اعداد الموظفين وتقليص الأقسام والوظائف ,وتقليل النفقات والهدر وترشيد القرارات الإدارية وزيادة نسبة الإنتاجية وتطبيق مبادئ الجودة بتطبيق استراتيجيات متنوعة مثل إعادة الهيكلة , وإعادة الهندسة , إدارة الجودة الشاملة
اما سلاح المقاومة الاكثر قوة لمجابهة التغيير في السنوات العشرون الاخيرة هو الابداع او الابتكار ومراكز البحث والتطوير اذ ان اغلب الشركات العالمية اليوم لديها الكثير من مراكز البحث التطوير وشبكات الاتصال المتنوعة التي تعمل على تقديم الافكار التي ترفد الشركات وتعمل على زيادة مكانتها وقدرتها على التنافس.