أحوال عربيةأخبارأخبار العالم

الطوفان الذي كشف الزيف

يوسف السعدي
من المعروف أنه عندما يحدث طوفان، فإنه يظهر الحقيقة المخفية تحت الأرضي الوهمية، او التي تختبئ خلف الاقنعة الكاذبة..
هذا ما اثبتته عملية طوفان الاقصى، فهي ليست عملية عسكرية عابرة، قامت بها مجموعة مقاومة، تمثل حق شعب مظلوم على مدى 75 عاما، وسكت العالم اجمعه على احتلاله وظلمه، وعلى مدى هذه الفترة الطويلة..
هي أيضا كشفت زيف كل ما يدعيه، من أسس النظام العالمي الجديد، بعد الحرب العالمية الثانية، ومؤسسات بريتون وودز، هذا المؤتمر الذي حوله الاحتلال الغربي للعالم، من سياسي الى احتلال قانوني مقنع، تحت يافطة ما يسمى بالقانون الدولي، وحرية التجارة..
من جانب آخر فكان يفترض بمجلس الامن الدولي، ان يحمي الأمن العالمي ويوفر سبل السلام للدول، بغض النظر عن طبيعة هذه الدولة، من حيث النظام السياسي، او الدين والفكر الاقتصادي السائد فيها، لكن الحقيقة أثبتت أن هذا المجلس، حقق الأمن امريكا وربيبتها اسرائيل، وهذا ما كشفته عملية طوفان الاقصى، واستخدام أمريكا لحق الفيتو الذي يلغي، كل قرار لا ترغب به، حتى لو وافقت عليه جميع دول العالم، فقط لانه يكون ضد الكيان الغاصب
 كذلك كانت محكمة العدل الدولية، التي يفترض أنها الجهة التي تلجأ لها الدول، عندما يحدث بينها نزاعات، وتعمل على تحقيق العدل بين الدول، وتمنع هيمنة دولة على الاخرين.. لكنها في الحقيقة أصبحت أداة لتحقيق العدل الأمريكي فقط، الذي هو في خدمة الغرب واسرائيل بالدرجة الأولى..
هذا الطوفان لم يكشف زيف المؤسسات الدولية فقط، وانما كشف زيف المثل الغربية، التي كانوا يدعونها ويطالبون الدول بتطبيقها، ومنها حرية التعبير.. حيث اننا شاهدنا امريكا، خلال ما يسمى بالربيع العربي، الذي هو المؤامرة الغربية، التي استخدمتها ضد الدول، من اجل اسقاط الانظمة، التي انتهى وقت خدمتها لها، فصدعت العالم بشعارات، حرية التعبير وحق التظاهر، وتهدد كل من يمنع التظاهر، باشد العقوبات والزيارات المكوكية لمسؤوليه، للتأكيد على هذا الشيء، للدول التي بها تظاهر.. نراها اليوم تستخدم أشد أساليب القمع، للمتظاهرين في جامعاتها، المطالبين بإيقاف الحرب بغزة، ونصرة الشعب الفلسطيني..
هذا يؤكد بصوره واضحة لجميع الدول، التي تضررت من السياسات الامريكية ومؤسساتها التي تعمل بغطاء دولي، ان تتكاثف وتتحد، من أجل العمل على التخلص، من هيمنة أمريكا وربيبتها اسرائيل، لكي ينعم العالم بالسلام فعلا، ويكون هناك عدل في القضايا الدولية



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى