كيف تتقن فن الحديث ؟
حسن مدبولى
من المعلوم أن طريقة الحديث تختلف بإختلاف الطرف الآخر الذى تتحدث إليه ، فالحديث مع أحد أفراد الأسرة يختلف عن الحديث مع أحد الأصدقاء، كما يختلف أيضا عن الحديث مع أحد عملاء شركتك ، كما أن الحديث مع أحد رؤسائك يختلف عن الحديث مع أحد زملاء العمل، و الحديث مع أناس مألوفين لك يختلف عن الحديث مع أشخاص تقابلهم لأول مرة، والإنسان الذكى هو الذى يعى مع من يتحدث ويعطيه الإهتمام اللازم والكيفية الملائمة ،
كذلك فإن أختيار التوقيت المناسب للحديث شديد الأهمية، فلا يمكن أن نلح بالحديث مع شخص نراه مشغولا بأمر آخر ، كما لا ينبغى أن نتحدث بينما من نود أن نحادثهم يتململون من أجل مغادرة المكان لأى سبب ،
كذلك فإن إتقان فن الحديث مع الآخر مسألة جوهرية يعود إليها نجاح الغرض الأساسى للمحادثة سواء كانت بغرض العمل والتسويق، أو للتعارف ، أو لحل مشكل ما، أو بصدد حوار سياسى أو أدبى إلخ ،
ولإتقان فن الحديث مهما كان الغرض أو الهدف يمكن مراعاة العوامل التالية :
- حسن إختيار موضوع الحديث ليتلاءم مع موضوع الحوار ومع سبب المقابلة ، وأيضا لكى يتناسب مع الحالة والأجواء التى تسود وقت الحوار ْفليس من المناسب إختيار موضوعا يثير الحزن والأسى بينما هناك أجواء من السعادة والمرح والفرح بين المتحدثين، أو العكس، كما إنه سيكون أمرا شاقا أن نتحدث مع سمسار عقارى حول الكيمياء العضوية طوال المقابلة !!
- الإنصات الجيد للأخرين ، فلا ينبغى أن نحاول الاستئثار بالحديث دون إعطاء الأخرين فرصة للتعبير عن أنفسهم، وكما تود من الآخرين أن يهتموا بكلامك ، عليك أن تفعل ذلك أنت أيضا !!
-النقطة الأخرى الهامة هنا هى إنه بعد الإنصات الجيد يمكن البدأ من جديد بالحديث مرة أخرى عبر طرح أسئلة أو استفسارات عما قاله الأخرون عندما كنت تنصت اليهم،
- إذا كنت تفتقد القدرة على إيجاد مواضيع لبدأ أى حديث ،أو كنت تجد صعوبة فى متابعة ما يطرحه الأخرين من مواضيع لعدم المامك بها ، هنا يتعين عليك ضرورة زيادة حصيلتك من الثقافة العامة وزيادة حصة المعرفة عن المواضيع العامة التى تجذب إهتمام عامة وخاصة الناس ،فالثقافة العامة عنصر عام يساعد بالضرورة على إجادة الحديث وحسن المتابعة ،
- إذا كنت تريد إجادة الحديث فى لقاء يخص العمل ْ يضاف إلى كل ما سبق ضرورة التحضير المسبق لموضوع الحديث ، وكذلك الإلمام الممتاز بكافة التفاصيل المتعلقة بالمقابلة،بل ويمكن التدرب على موضوع الحوار أو الحديث قبل إجراء المقابلة الرسمية،
- التمتع بالمرونة فى تقبل آراء الآخرين حتى لولم تكن متفق معها ،
- كن الطرف الأهدأ دائما مهما كانت عصبية من حولك ،
- فى حال كان الموقف صعبا والحوار مستحيل ، عليك الانسحاب بإبتسامة ولا تنزلق إلى حديث يجر إلى مهاترات،
- عندما تجد الطرف الآخر قد بدا عليه الفتور حتى ولو كان من أقرب المقربين ، عليك بالإستئذان للمغادرة ،،
- لا تكرر محاور الحديث ولا موضوعاته ،
- أخيرا يتعين التحلى بمفردات بسيطة لطيفة وسهلة غير متزيدة ولا متعالية ولا بذيئة ،كذلك يتعين الاحتفاظ بالهدوء والجدية فى كافة الأحيان ،ولا مانع من توافر الدعابة فى أوقات أخرى متى تطلب الأمر ذلك.