امن و استراتيجيافي الواجهة

كيف تتعامل ايران مع المتغيرات الجديدة في المنطقة

مازن صاحب

تحمل الاخبار نموذجين من تحليل أصحاب المصلحة الإقليمية والدولية.. نموذج الاخبار المتسارعة لانهيار حكم بشار الأسد من دون ظهور اي اتفاق سياسي حتى الآن عن استقرار انتقالي للسلطة ومن هي الجهة المقبلة التي سيكون لها الحكم واسلوبه وعلاقاته الإقليمية والدولية.
النموذج الثاني اجتماع منتدى الاستانة في الدوحة بحضور روسي تركي إيراني يضاف له العراق ودول أخرى لمناقشة تداعيات ما بعد الانهيار السوري.
معضلة المصلحة الوطنية الإيرانية في نفوذ فيلق القدس على محور المقاومة الإسلامية تحت عنوان عريض لتحرير فلسطين واجه همجية صهيونية ادت إلى نكسة أقرب إلى نكسة حزيران ولكن ليس قوميا لخطاب عبد الناصر بل للخطاب الإسلامي الإيراني عن وحدة الساحات لفصائل المقاومة لا سيما وان كل من اجتماع منتدى الاستانة الذي توقع متغيرات خلال ٤٨ ساعة من الأمس لتكون المفاجأة في الانهيار السوري صباح اليوم التالي.
يحمل الواقع السوري الجديد عدة متغيرات مطلوب من فيلق القدس الإيراني احتواء تداعياتها.. اولا على الواقع الإيراني ضمن الحدود السيادية للدولة والتعامل مع نموذج تصدير الثورة عبر فيلق القدس وفصائل المقاومة الإسلامية التي اوجدت حالة اللادولة في لبنان وسوريا والعراق وربما هناك فصائل أخرى في أفغانستان وباكستان.
هذا الاحتواء بالانكفاء الإيراني دولة داخل حدودها يواجه تحديات كبرى بين حناحي الإصلاحيين الذين يمثلهم اليوم الرئيس الإيراني بيزشيكان.. وجناح المتشددين ولاسيما الحرس الثوري والكثير من مؤسسات ولاية الفقيه التي تتبع المرشد الأعلى للدولة الإيرانية.
هناك عدة سيناريوهات متوقعة.. أبرزها. وجود اتفاق روسي أمريكي على احتواء الحالة السورية بمشاركة تركية إيرانية وتمويل خليجي.. وهو السيناريو الأكثر قبولا للجناح الإيراني المتشدد.. ولكن فيه اثمان عالية ربما لا تنتهي عند مطالبة إدارة ترامب المباشرة بحل فيلق القدس الإيراني وفصائل المقاومة الإسلامية كليا.
السيناريو الثاني.. طرح نموذج فيدراليات اتحادي لسوريا جديدة.. وهذا يعني ان فيلق القدس الإيراني سبفقد الكثير من مواقعه المهمة داخل الأراضي السورية وان الاشتباك مع قوات الشام الوجه الاخر لطالبان السورية يمكن أن يواجه تداعيات اكثر قسوة على الأرض ولكن فيه بارقة امل بالتفاوض السياسي على مصالح جديدة بين الثابت والمتحول في الحالة السورية الجديدة مع حزب الله اللبناني اولا ومع فصائل المحور العراقية لضمان ديمومة الخد الأدنى المقبول من نفوذ فيلق القدس على الأوضاع الانتقالية ومن ثم الحفاظ على المكتسبات الإيرانية في وجود دائم جديد ما بعد ترتيب الأوضاع السورية.
السيناريو الثالث العودة لحالة الانفصال بين الدولة والثورة.. وان يختلف خطاب التسكين والاحتواء للجناح الإصلاحي مع وقائع فعاليات محور المقاومة الإسلامية وفيلق القدس.. للتأثير على الحالة الانتقالية السورية وربما العودة لحالة حرب الاستنزاف المفتوحة بين حزب الله وإسرائيل وانعكاس ذلك على مشاركة الفصائل العراقية في هذه الأعمال عبر الأراضي السورية.. فقط لكي يمتلك فيلق القدس أوراق قوية تفرض وجوده على الحالة الانتقالية السورية.
السيناريو الأسوأ ايرانيا.. ان تدخل دوامة تعارض المصالح بين الاصلاحيين والمتشددين لذات تطبيقات الفوضى غير الخلاقة.. أبرز معالم ذلك زيارة ولي العهد البهلوي لإسرائيل. نوع التعاون بين فصائل المعارضة الإيرانية لاسيما مجاهدي خلق مع الجماعة الملكية.. ومع المعارضة الاحوازية والاذربيجانية والكردية.. كل من هذه القوى لها وجود شكلي في معزوفة المعارضة الإيرانية.. دخول المايسترو الصهيوني في واشنطن وإسرائيل.. يمكن أن تتحول إلى نموذج المعارضة العراقية بعد قانون تحرير العراق الأمريكي!!
هناك أكثر من نقطة تستبعد هذا السيناريو الأكثر سوأ.. لان ضبط اعدادات السياسات الإيرانية تعرف متى تسحب اقدامها قبل الوقوع في الفخ الصهيوني… وهذا ما ظهر منها في التعامل مع طوفان الأقصى ثم حزب الله وجنوب لبنان.. واليوم الحالة الانتقالية السورية.
مابين كل هذا وذاك.. هناك حالة إنتظار وترقب حذر من الفصائل العراقية لاسيما تلك التي لها القدح المعلى في مفاسد المحاصصة وامراء عوائل الأحزاب العراقية.. هذا الترقب الحذر ينذر بانتفاصة تشرين أخرى.. عسى ان لا تنته بمذابح جديدة.. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى