كذبوا علينا وقالوا لنا إن المال ليس بالشّيء المهم.


رشيد مصباح (فوزي)
**
كذبوا علينا وقالوا لنا إن المال: ”حتّى شيء“. وأنّه ليس بالشّيء المهم. وأفهمونا أن المبادئ والتضحيات هي الأساس في الحياة. كلّمونا بإسهاب وإطناب، وراحوا يردّدون مثالهم الأسمى: ”المال يغدي والرجال تجيبه“.
فحدث أن جاءهم الردّ من طرف آخر وكما يلي:
” والرجال كي يغدي مالهم منين يجيبوه“؟
بعد فوات وضياع سنين، أدركنا أن الذين كانوا يسبّقون المروءة والشهامة والمبادئ على المال قد استخفّوا بنا وضحكوا علينا، ولم يقولوا لنا الحقيقة؛ إن المال أهم شيء في هذه الحياة. والمال هو من يصنع الرجال، وليس العكس. و بالمال فحسب تستطيع أن تشتري كل شيء في هذه الحياة.
بالمال تحصل على الحب والتبجيل والاحترام، والمكانة المرموقة بين أفراد الأسرة وفي المجتمع. وبالمال تهزم منافسيك وتقهر أعداءك. حين تكون غنيا يهابك الجميع ويتذلّلون لك ويذلّون أمامك. وقد فضّل الله المال على الأبناء وسبقّه على فلذّات الأكباد حين قال وقوله الحق: ”المال والبنون زينة الحياة الدنيا“.
وعن (عبد الرحمن بن عوف) – رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين – أنّه حين قدم إلى (المدينة) طيبة المنوّرة، مهاجرا إليها من (مكّة) أم القرى، راح يسأل عن السوق مباشرة ودن تأنّي أو تردّد. فدلّه بعض الأنصار عن مكانه، مستغربين سلوك هذا الصحابي. لكن بعد زمن ليس بالبعيد، كان لهذا الصحابي الجليل الفضل في تجهيز جيش العسرة.
عرف اليهود فضل المال؛ وكان ”سامريُّهم“ هو من قدّم لهم هذه ”الخدمة“؛ حين ضحك عليهم وسلبهم أموال وحليّ القوم. ولكنهم فهموا الرسالة وأدركوا أن ”المال عصب الحياة“ في السلم وفي الحرب. فلم يتوانوا في جمعه بشتى الوسائل والسبل. وكانوا قد أغروا (روتشيلد) بالحكم فاستأثروا بالمال لأنّه أيسر وسيلة للتسلّط على الحكم.
فهم اليهود سرّ القوّة في المال، وكان وسيلتهم المفضّلة للتحكّم في الأنظمة السياسية والشؤون الاقتصادية في هذا العالم، وشراء ذمم الملوك والحكّام. واستطاعوا من خلال هؤلاء إشعال فتيل الحروب وإبادة الشعوب وتدمير البلدان.
واليوم نحن نحيا في عالم متجبّر متعجرف تحت رحمة الأثرياء، في عالم لا مكان فيه للفقراء و لا للضّعفاء. بل إنه ظهر هناك من ينادي بضرورة تطهير العالم من الفقراء والضعفاء ”الأراذل“، الذين باتوا يشكّلون حملا ثقيلا وعالة على الأثرياء. وكما يزعم أصحاب نظرية ”المليار الذهبي“.
ولعلّنا أصبحنا نؤيّد الرّأي الذي يقول إن نخبة من اليهود الصهاينة و الأرثوذكس، هم من كانوا وراء اندلاع الحروب الكبرى؛ بما في ذلك الأولى والثانية الكونيتّين، وكما أن اليهود الصهاينة والأرثوكس كانوا من وراء دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية، وإنهائها بعد ذلك، ومن وراء أهم وأخطر القرارات التي تمخّضت عن الحرب العالمية الثانية؛ ومن وراء ظهور النّظام العالمي الحالي الذي تتزعّمه أمريكا، والذي يسيطرون من خلاله على كل بلدان العالم.
ومن خلال الجمعيات والنوادي المشبوهة؛ نوادٍ ظاهرها علمي وثقافي ”خيري“، وباطنها شرّ ونشر للإلحاد والفساد والشذّوذ… مثل (اللّيونز) و(الرّوتاري).
(ونحن أمّة خرج من صلبها من يحرّض على الاستبداد، ويشجّع أبناءها على الخمول والكسل، وأن يعيشوا طوال حياتهم تقتاتون من مزابل الغير).
- جلس رجل ثريّ فى مجلس، وراح يسرد قصة ما حدث له مع الفئران؛ والغريب أن معظم من كان في المجلس هم من الفقراء. فقال الغنى انّه اشترى طنّ حديد ووضعه في المخزن وبعد أيّام فتح المخزن، فوجد الفئران قد أكلت الحديد. فلعن كل الحاضرين الفئران، وقالوا فعلا. وقدّموا إليه المواساة وقالوا جميعا: ”ربنا ينجّينا من الفئران“. وقام رجل منهم فقير، وقال: ” وأنأ كان عندي لوح خشب أكلته الفئران“. فنظر إليه الحاضرون باستغراب وقالوا له: ”فئران تأكل الخشب يا واحد الكذّاب“!
إِنَّ الغَنيَّ إِذا تَكَلَّمَ كَاذِباً
قَالوا صَدَقْتَ وَما نَطَقْتَ مُحالا
وَإِذا الفقيرُ أَصابَ قالوا لَمْ تُصِبْ
وَكَذَبْتَ يا هذا وَقُلْتَ ضلالا
إِنَّ الدَّراهِمَ فِي المَواطِنِ كُلّها
تَكْسُو الرِّجَالَ مَهابَةً وجَلالا
أبو العيناء –