أحوال عربية

كتابٌ ومثقفون وساسة …انعزاليون

كتابٌ ومثقفون وساسة …انعزاليون

/ميلاد عمر المزوغي

كأنما حرب غزة كشفت الحقائق التي كنا نجهلها ,الحكام لا ينوون خوض غمار حرب خاسرة
على حد قولهم, ولماذا لانهم لم يجهزوا لها عدتها؟ ولماذا لم يجهزوا العدة طوال حكمهم الميمون
الطويل ؟هل يفتقدون الى المال ام الى الرجال ؟المؤكد انهم يفتقدون الكرامة ,متشبثون بالكرسي
لآخر لحظة ومسالة الوحدة العربية وقومية المعركة مجرد علكة.
مؤتمرات وقمم عربية برعاية امريكية….الاغرب من ذلك ومع انحسار دور المقاومة بفعل
الهجمة الاستعمارية الشرسة التي وصلت حد الابادة الجماعية على مدى عام كامل, نجد من
يدعون بانهم كتاب ومثقفون قوميون يسيرون في نفس الخط الحكام وهي الدولة القطرية,
يحضون شعوبهم وساستهم على الانغلاق وعدم الخوض في حروب الاخرين, ولكن اي اخرين؟
اليسوا اخوتهم في الدم والتاريخ والجغرافيا(من لا يهمه امر الامة فهو ليس منهم) ام انه حديث
ضعيف ؟ .
فلسطين التي نعتبرها قضيتنا المركزية, لم تعد تعني ساستنا وطاقمهم الثقافي الاعلامي,
ويعتبرون انها تخص الفلسطينيين وحدهم, ويستشهدون على ذلك باتفاقيات اوسلو المذلة التي من
خلالها استطاع العدو قضم اراضي الضفة الغربية المعترف بها دوليا ارضا للفلسطينيين, وان
السلطة تقوم بحماية امن الصهاينة وابلاغ العدو عن المقاومين وان استدعى الامر تقوم السلطة
بالقبض عليهم وسجنهم بل اغتيالهم لصالح العدو, كما هي حالات الاغتيالات الحالية في صفوف
المقاومين في مخيم جنين.
حرب غزة التي اشترك فيها السني والشيعي جنبا الى جنب لمقاتلة العدو وتقدم ركب الشهداء
قادة حماس وحزب الله, يدل وبما لا يدع مجالا للشك ان العرب امة واحدة مهما اختلفت الرؤى,
مهما حاول اعداء الامة بث الفتنة بين مكوناتها
المؤكد ان شعوب المنطقة لن تلتفت لما يقوله الحكام وابواقهم المأجورة….فأجدادنا لم ينتظروا
فرصة الحصول على السلاح النوعي المماثل ما بحوزة العدو ..بل كانوا يملكون اتخاذ القرار
ولا يرضون بالدنية والذل والهوان,, لا فرق بين كاتب / مثقف يفترض به يعمل لصالح شعبه
وحاكم سلطوي, فكليهما يقتاتان على خزينة الشعب الممولة من الضرائب التي اثقلت كاهل
المواطن ..تبا لحكامنا ومن يدعون الكتابة والثقافة .
بلداننا العربية تشهد جائحة عظيمة عمادها ساستها ومثقفيها, يلعنون الذين عملوا على توحيد
الامة وجعلها قوية بين الامم ,فلا وجود للدولة القطرية التي لن تستطيع مجاراة غيرها من
الدول, للوصول الى الامن بمختلف انواعه الغذائي والمائي والمالي والعسكري, الأتراك اقاموا
دولتهم القومية وشهدت تطورا في مختلف المجالات وكذا الايرانيون او كما يحلوا لبعضنا
تسميتهم بالفرس او المجوس ,فهم ايضا بنوا دولتهم, أصبحت الدولتان قوتان عظميتان وقد
ورثتا ما كان يعرف بالفرس والروم, اما العرب فانهم لا يزالون يتخبطون, حسنا القومية
العربية انتهت مع تصفية عبد الناصر العام 1970 يعني ماذا فعل الحكام العرب اصحاب فكرة
الدولة القطرية خلال 54 عاما المنصرمة؟ هل حققوا الرفاهية لشعوبهم ؟ هل يتداولون سلميا
على السلطة؟ هل يقبلون الراي الاخر؟ بكل بساطة يحكمون شعوبهم بالحديد والنار مترفون في
حياتهم بينما شعوبهم تعيش في فقر مّذقع, يشترون الاسلحة والذخائر ويكدسونها ليعتريها الصدأ
بينما لم يقوموا باستحداث مصنع واحد لإنتاج الاسلحة بما فيها الخفيفة (الكفيلة بإخماد أي تمرد),
يستثمرون ما زاد عن حاجاتهم في الغرب لتدور الحركة الاقتصادية وتنخفض اعداد العاطلين

عن العمل بينما البطالة والامية ضاربة اطنابها في مجتمعاتنا,انهم ببساطة يدفعون ثمن بقائهم في
السلطة لاسيادهم اولياء نعتمهم. سيبقى العرب تحت رحمة بقية الامم ما لم يتوحدوا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى