قصة ضربة شمس

نقولا الزهر
في عام1951 كنت في الصف الرابع الابتدائي، وفي صيف هذا العام جرى لي عارض صحي لا أنساه أبداً. ففي صباح 15 آب ذهبت مثل كثيرين من الأطفال إلى بستان الدير ويسمى أيضاً بستان السيدة والبعض كان يسميه بستان الجوز. وبالفعل كانت أشجار الجوز هي الغالبة على أشجاره المثمرة. وهنالك تقليد في منطقتنا وفي غوطة دمشق، ببدء قطاف الجوز في 15 آب من كل عام ولذلك يدعى عيد السيدة الواقع في هذا اليوم بعيد (الجوزة) أيضاً. في هذا اليوم كان يذهب أولاد البلدة لبستان السيدة للبعورة. والبعورة هي التقاط ما تبقى من الجوز تحت الأشجار التي أنتهى القطافون من قطافها وغادروها. وحوالي الساعة الواحدة ظهراً غادرت مع بعض الأولاد البستان عائدين إلى منازلنا. وكانت ظهيرة شديدة القيظ، وفي منتصف الطريق شعرت بصداع لم أعرف مثله لا قبل ذلك اليوم ولا بعده؛ وقد شعرت أن في رأسي معركة تدور بين جيشين (هذيان).وحين وصلت إلى البيت سقطت مغشياً علي. والدتي في حالة اضطراب. يد جدتي على جبهتي. قالت: في حرارة؛ صايبته شوبة، روحي بنتي بسرعة لعند ابن خالي (برجس) وجيبي نص لوح ثلج. نفذت والدتي تعليماتها. ثم قالت لها جيبي دبس واسقيه دبس ومي وثلج قد ما بتقدري…. هكذا كان سيروم تلك الايام لمعالجة ضربة الشمس…..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى