قاعدة عسكرية فرنسية على الحدود مع الجزائر: المخزن يُقاول لباريس لتنفيذ مخططاتها الاستعمارية الجديدة في منطقة الساحل

زكرياء حبيبي
في مهمته القذرة المتمثلة في المُقاولة للاستعمار الفرنسي، يستعد النظام المخزني لإنشاء قاعدة عسكرية فرنسية في الراشدية على الحدود مع الجزائر، قبل إجراء المناورات العسكرية المشتركة “شرقي 2025” المقرر إجراؤها في 22 سبتمبر 2025، حسبما أفادت صحيفة “لا رازون” الإسبانية الخاضعة لدعاية المخزن والممولة من قبل أحد ضباط المخابرات المغربية، أحمد الشرعي، ومُموليه الإماراتيين.
وبحسب ما أوردته صحيفة لا رازون الإيبيرية المخزنية، فإن باريس تُشارك في مشروع بناء قاعدة جوية في أقصى جنوب الصحراء الكبرى لإطلاق العمليات الجوية، المخصصة لـ”محاربة” الإرهاب العابر للحدود في منطقة الساحل.
وما الإعلان قبل أيام عن تفكيك خلية إرهابية “ناشطة في منطقة الساحل” بقيادة المدعو “عبد الرحمن الصحراوي” من الجنسية الليبية، ليس سوى مسرحية منسوجة لتبرير إنشاء قاعدة عسكرية فرنسية في هذه المنطقة والتي من شأنها أن تهدف عمليا إلى زعزعة استقرار دول المنطقة مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو، التي أنهت النفوذ الفرنسي وطردت الجيش الفرنسي من أراضيها.
علاوة على ذلك، ليس من قبيل الصدفة الإعلان عن العثور على مخبأ للأسلحة في ولاية الراشدية، وبالتحديد على الضفة الشرقية لـ”وادي غير” بمنطقة “تل مزيل”، ببلدية “وادي النعام” ببوذنيب، غير بعيد عن الحدود مع الجزائر.
المغرب قاعدة فرنسية لزعزعة استقرار دول الساحل
في مواجهة رياح الوحدة الإفريقية، كان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قد أشار بالفعل إلى إعادة انتشار الجيش الفرنسي في بعض الدول الإفريقية لتقليل تأثير انسحابه العسكري من مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد، دون إعطاء تفاصيل أخرى حول هذا المشروع.
واليوم، يأتي الإعلان عن إنشاء قاعدة عسكرية في المغرب على الحدود مع الجزائر، وليس بعيدا عن منطقة الساحل، بعد انتهاك القانون الدولي، عبر الاعتراف باحتلال المغرب لأراضي الصحراء الغربية، ليوضح جليا نوايا باريس التي لا يبدو أنها تتخلى عن نموذجها الاستعماري الجديد “فرانس أفريك”.
وفي ديسمبر2023، اقترح نظام المخزن، المُقاول للاستعمار الفرنسي الجديد، على أصحاب السلطة الجُدد في مالي والنيجر وبوركينا فاسو، الوصول إلى المحيط الأطلسي.
ويبدو أن هذا الاقتراح ليس سوى مناورة لصالح فرنسا، التي تُريد رؤية هذه الدول تعود مرة أخرى إلى حضنها. وعلى هذه الدول أن تُدرك أن نظام المخزن هو أداة استعمارية، وأن المناورات والعمليات التي يقوم بها في إطار الاتحاد الأفريقي لا تخدم إلا مصالح القوة الاستعمارية السابقة على حساب الشعوب الإفريقية.