في حوار موسع وصريح مع عميدة كلية التربية للبنات في الجامعة العراقية الاستاذ المساعد الدكتور هدى محمد صالح..

في حوار موسع وصريح مع عميدة كلية التربية للبنات في الجامعة العراقية الاستاذ المساعد الدكتور هدى محمد صالح..
· نحن بصدد استحداث أقسام علمية في كليتنا الى جانب الأقسام الانسانية، بعدما نعالج معضلة ضيق المباني للكلية.
· نولي للذكاء الاصطناعي أهمية كبيرة، ونحن بصدد تفعيله ضمن المقررات الدراسية في الكلية، فضلا عن تعميم أدواته لمنتسبي الكلية للافادة منه على الوجه الأمثل.
اجرى الحوار: د.خالد القيسي
س/ ماذا تقرأ بطاقتكم الشخصية؟
-هدى محمد صالح عبد الجبار سلمان العبيدي، أكملت البكالوريوس وتخرجت من كلية التربية ابن رشد عام 1992م ، ثم أكملت دراستي الماجستير ثم الدكتوراه سنة 2004م، ضمن تخصص اللغة العربية.
أما مسألة تعييني في مؤسسات الدولة، فقد تم تعييني بداية في معهد إعداد المعلمات في شارع فلسطين، ثم انتقلت الى الجامعة العراقية سنة 2005م، والتي كان اسمها سابقا (الجامعة الاسلامية)، وشغلت منصب مقررة قسم اللغة العربية سنة 2010م، ثم رئيسة قسم، ثم تدرجت في المناصب الى أن شغلت حاليا منصب عميد كلية التربية للبنات سنة 2025م.
س/ حدثينا باختصار عن الأقسام العلمية في كليتكم؟
-تضم كليتنا حاليا (6) ستة أقسام علمية، منها؛ قسم اللغة العربية والذي كان أول الأقسام التي افتتحت في هذه الكلية، وكان يسمى سابقا قسم اللغة العربية وعلوم القرآن، ثم تجزَّأ وأصبح قسم علوم القرآن قسما مستقلا، ثم قسم التاريخ ، وقسم رياض الاطفال، فضلا عن قسمي اللغة الانجليزية وقسم الشريعة.
س/ وماذا عن الأقسام العلمية التي تضم دراسات عليا في كليتكم، ومدى طموحاتكم في استحداثها في بقية الاقسام الاخرى؟
-أغلب الأقسام العلمية في كليتنا فيها دراسات عليا بشقيها؛ الماجستير والدكتوراه، فقسم اللغة العربية فيه دراستي الماجستير والدكتوراه، وكذلك الحال في قسم علوم القرآن يضم أيضا دراستي الماجستير والدكتوراه، أما بعض الأقسام الأخرى فتضم حاليا دراسة الماجستير فقط ، كطرائق التدريس، وقسم التاريخ، وقسم رياض الأطفال.
ونحن بدورنا نخطو بخطى حثيثة مستقبلا إن شاء الله لإستحداث دراسة الماجستير في قسم اللغة الانجليزية، ودراسة الدكتوراه في قسمي؛ التاريخ، ورياض الاطفال، بعد اكمال الاجراءات والموافقات الرسمية في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
س/ هل لديكم نية في إستحداث أقسام علمية جديدة تواكب احتياجات سوق العمل، كقسم الاقتصاد الإسلامي مثلا؟
-بالتأكيد، لدينا خطط مستقبلية في استحداث عدد من الأقسام العلمية منها قسم الاقتصاد التربوي، وحاليا هي قيد الدراسة والمتابعة، فضلا عن أقسام علمية أخرى في المستقبل القريب إن شاء الله، ونحن بهذا الصدد نبين ان بإمكان كليتنا أن تستحدث عدة اقسام علمية ولا تقتصر على الاختصاصات الانسانية فقط؛ لأن اسمها كلية التربية ولم تقيد بصفة انسانية، أو صفة علمية، إلا أن كليتنا تواجه تحديات وصعوبات بالغة في تحقيق ذلك في الوقت الراهن، بسبب ضيق مساحة الكلية بمبانيها.
س/ ما هي خططكم عن الفعاليات والانشطة الرياضية والفنية المختلفة في كليتكم، ومدى اهتمامك بتفجير طاقاتهم الكامنة وإظهارها للعلن؟
-حقيقة إن كليتنا تولي اهتماما كبيرا في هذا الجانب، فموضوع الفعاليات والنشاطات المختلفة تشغل حيزا كبيرا، وتبذل لأجلها جهود مضنية ودؤوبة من لدن الأقسام العلمية المختلفة في الكلية، وانا بدوري منذ كنت رئيسا لقسم اللغة العربية وأنا اشارك مع طالباتي شخصيا في جميع نشاطاتهن المتنوعة، كعمل الأسواق الخيرية والمعارض المختلفة وزيارة دور الأيتام، ودار المسنين، الأعمال اليدوية، وإدامة الحدائق والاهتمام بنظافتها، فضلا عن إحياء المناسبات الوطنية والدينية المختلفة وغيرها الكثير، وبالنسبة لي فان جميع هذه النشاطات هي موثقة عندي ضمن البومات الصور الخاصة بي، لكوني افتخر بها ولتبقى ذكرى طيبة ضمن محطات حياتي.
س/ بالنسبة لموضوع رفع مستوى تقييم إبداع الموظفين، هل في جعبتكم خطط نوعية في ادخالهم في ورش عمل لرفع طاقتهم الإبداعية واستثمارها بالوجه الامثل؟
-بالتأكيد إن كليتنا سبَّاقة في هذا المجال على مستوى الجامعة، ونحن دوما نرشح منتسبي الكلية وندخلهم في العديد من الورش والدورات التطويرية خاصة لاصحاب التعيينات الجديدة بالتنسيق مع مركز التعليم المستمر ضمن الجامعة، وبالتنسيق مع وزارات أخرى، وكذلك مع منظمات المجتمع المدني في الانشطة المختلفة، ونحن بدورنا نركز حاليا على أهمية الإفادة من التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي وتوظيفه بالصورة الأمثل لصالح الكلية بشكل عام سواء على مستوى الاستاذ، أو الموظف، كما نخطط لتفعيله ليُدرّس ضمن المقررات الدراسية للكلية.
س/ مؤكد أنكم تدركون بإن الفئة العمرية التي تتعاملون معها هي فئة حساسة جدا، ترى ما هو دور المرشد التربوي في هذا المجال؟
بالتأكيد إن للمرشد دورا مهما وحساسا في البيئة التعليمية داخل الحرم الجامعي، وهذا الجهد المهم يقع على عاتق وحدة الاشراف التربوي في الكلية، ودوره يتمحور حول توعية الطالبات وتقديم النصائح والارشادات وتخفيف الضغوطات، فضلا عن علاج المشاكل والمعوقات التي تواجهن، فلا شك ان بعض الطالبات قد يعانين من مشاكل عائلية، أو مشاكل نفسية، أو قد يتعرضن للابتزاز الالكتروني، والذي أصبح للاسف شائعا جدا في الآونة الاخيرة، ونحن بدورنا بابنا مفتوح للحوار والمناقشة مع الجميع، للوقوف على أسباب المشكلة، وإيجاد الحلول المناسبة، وتذليل جميع الصعاب التي قد تواجه بناتنا الطالبات، فضلا عن منتسبي الكلية أجمع بلا استثناء، ونحن بدورنا نولي لهذا الموضوع اهمية بالغة وجادة، لاننا في منظورنا نطبق ونتعامل على وفق مبدأ العائلة الواحدة في الكلية.
س/ ما هو البرنامج الذي اعتمدتموه في استقطاب ممن هم خارج الكلية بالتنسيق مع مؤسسات الدولة الاخرى ومنظمات المجتمع المدني؟
-حقيقة الكلية لديها العديد من الخطط والبرامج لهذا الموضوع، فالكلية تمتلك تخصصات فريدة، كقسم اللغة الانجليزية الذي يعد أحد الاقسام التي دائما ما تستقطب الكليات الأهلية والحكومية، وذلك عن طريق اقامة احتفاليات وفعاليات مختلفة، كما في نيتنا عقد مهرجان سنوي يقيمه قسم اللغة الانجليزية في الأيام القلية القادمة إن شاء الله ندعو فيه كل الكفاءات من مختلف الجامعات والكليات الحكومية والاهلية الى زيارة الكلية والتعرف على نشاطاتها المتنوعة.
وكذلك الحال بالنسبة لقسم اللغة العربية، فهو ايضا من الأقسام التي تستقطب وتنال الرضا والاستحسان من قبل الجامعات والكليات الاخرى.
كما إن الكلية في طور تحقيق مشروع التوأمة مع العديد من الجامعات الاخرى، والحمد لله فكليتنا تتمتع بمكانة اجتماعية وعلمية اكاديمية مرموقة في كل جوانب العلم والمعرفة، ولها صدى واسع في الكليات والجامعات المناظرة في عراق الحضارة والمجد التليد.
س/ ننتقل الان الى المكتبة الافتراضية والمكتبة الورقية، فماذا أعددتم لإجل تطوير هذا المجال؟
-بالتأكيد إن هذا المحور يُعد ركيزة أساسية؛ لانه يدخل ضمن تقييم الكليات، وتقييم الاداء الجامعي، فيما تحويه الكليات من المكتبات وتنوعها من المصادر والمراجع التي تهم بشكل اساس الباحثين والتدريسيين وحتى الطلبة، ومكتبتنا بفضل الله تعالى عامرة ومتنوعة، وتمتلك امهات الكتب النادرة والفريدة من مختلف المصادر والمراجع، وتجدد بصورة دورية على مدار السنة لرفدها بمختلف الكتب والتصانيف، بما يغني الباحثين والقراء ويبلي احتياجاتهم من العلوم المختلفة بشتى الميادين.
س/ كيف ترين العمل الأكاديمي وسط شريحة الشباب؟
الشباب عماد الأمة.. وبناة البلاد وسورها الأمين.. فبهم يعلو البناء.. وتزداد الهمم.. ونأمل أن تهتم الوزارات والمؤسسات الحكومية وغيرها بهم وبطموحاتهم لتشرق أيامنا وتزهر أوطاننا.
س/ هل هناك افكار أو رؤى لتطوير الوضع الأكاديمي في الجامعات بعد أن أصبحت أغلب المناهج تقليدية؟
-لا شك أن التطوير ضروري ومن أهم أهدافنا للخروج من المناهج التقليدية والطرق القديمة وخاصة أن العالم خطا خطوات كبيرة نحو التكنولوجيا والحياة الالكترونية، ولنا افكار كثير وان شاء الله نسعى لتحقيقها في المستقبل القريب،ولدي كل المقومات والعوامل المساعدة فقط، أنه الوقت وإن شاء الله نحقق كل ذلك قريبا.
س/ كيف تنظرين لمستقبل الطلبة من هذا الجيل؟
-طلبتنا هم عماد البلاد.. لا بد من أخذهl بالاعتبار والعمل على ادراجهم في المجتمع في جوانب مختلفة العلمية والاجتماعية ، لتتحسن ظروفه الاجتماعية والاقتصادية التي هي من أهم المرتكزات التي تساعد على تحليه بالأمانة والإخلاص والتفاني، ولا بد من توفير فرص العمل لهم، وتبني مبتكرهم ومخترعهم، وتأمين مستقبلهم وهذا يكون مردوده على الفرد(الطالب) والمجتمع .
س/برأيك على عاتق من يقع الجهد الأكبر في تطوير وصقل المهارات؛ على الطالب نفسه أم الملاك التدريسي في مثل هكذا فئة عمرية؟
-يقع على الاثنين معا؛ الطالب ورغبته في التعلم والتعليم يجب أن تكون شديدة وحاضرة معه، والتدريسي وسعيه وعمله المثابر لخلق جيل متعلم مثقف .
س/ من وجهة نظرك ماهي الفروقات بين الكليات الأهلية والكليات الحكومية ؟
-هنالك فروقات كثيرة، منها ما هي ايجابية واخرى سلبية، فالايجابية أن الطالب يجد فرصا كثيرة امامه لبناء مستقبله، أما السلبية فمنها: تأثير وجودها على الكليات الحكومية، حيث أن القبولات اثرت على الجامعات الحكومية فبدأت تعاني من قلة عدد القبولات في الدراسة الصباحية والمسائية، ولأسباب كثيرة يتوجه الطالب للانضمام الى الكليات الاهلية منها المساحات الخضراء الواسعة، والنوادي للطلبة وغيرها .
س/ كتاب تفضلين قراءته دوما؟
-هوايتي قراءة كتب علم النفس بشكل عام، وكذلك لديّ شغف كبير بمطالعة كتب الروايات، فمن الروايات التي قرأتها وتأثرت بها؛ هي رواية “البؤساء” لفيكتور هيجو.