اسلامياتتعاليق حرةتقاريرتقارير وأخبار

غزوة دومة الجندل وبني المصطلق ..غزوات الرسول ص

غزوة دومة الجندل وبني المصطلق من خلال من كتاب نور اليقين 25 – معمر حبار

غزوة دومة الجندل:

قال الكاتب: “بلغ النبي صلى الله عليه وسلّم، أنّ جمعا من الأعراب بدومة الجندل يظلمون من مرّ بهم وأنّهم يريدون الدنو من المدينة فتجهز لغزوهم وخرج في ألف من أصحابه بعد أن ولى على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري. حتّى قرب منهم فلمّا بلغهم الخبر تفرّقوا فهجم المسلمون على ماشيتهم ورعائهم”. 152

من أجل وقف الظلم:

أقول: من عظمة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، أن خرج لوقف الظلم، وتحقيق الحقّ. فهي غزوة التعدي على النّاس، وضمان تأمين الطرقات، وتسهيل تعاملات النّاس فيما بينهم من بيع، وشراء، وسفر.

مباغتتة العدو في دياره:

لم ينتظر سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، أن يباغته العدو في المدينة. بل جهّز جيشا وباغت العدو في دياره. والحرب تكسب بمباغتة العدو حتّى لا يفكّر من الاقتراب من الديار ولو من بعيد.

غزوة بني المصطلق:

قال الكاتب: “في شعبان بلغه عليه السّلام أنّ الحارث بن ضرار سيّد بني المصطلق يجمع الجموع لحربه فخرج له عليه السّلام في جمع كثير، وولى على المدينة زيد بن الحارثة وخرج معه من نسائه عائشة وأم سلمة”. 152

الاستخلاف في الحرب:

أقول: من السنن التي أقرّها سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، كلّما خرج لحرب:

يولي على المدينة من يخلفه لتسيير شؤون الدولة، والمجتمع. ولا يترك شؤون دولته، ومجتمعه للصدف. بل يضبطها في غيبته صلى الله عليه وسلّم بمن يخلفه في انتظار عودته ولو كانت قصيرة.

مرافقة سيّداتنا أمّهات المؤمنين في الحرب:

ومن السّنن أيضا: يقيم سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم القرعة كي ترافقه زوجة من أزواجه سيّداتنا أمّهات المؤمنين رحمة الله، ورضوان الله عليهم جميعا، ودون استثناء.

إنّ الذي يأخذ معه زوجه في الحرب معناه أنّه عازم على الحرب، ومقبل عليها دون تردّد، ويعلم جيّدا مصير الحروب كوقوع زوجه ضمن أسرى العدو، واستشهادها في المعركة. ومن كان كذلك فهو قائد يستحقّ أن يكون قدوة لجنده ومجتمعه في السّلم، والحرب، والثّبات، والعزم، وعدم التّراجع. وسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، قدوة لأمّته فيما يقوم به مع زوجه في السّلم، والحرب.

قتل الجاسوس في الحروب:

قال: “وفي أثناء مسيره عليه السّلام التقى بعين بني المصطلق فسأله عن أحوال العدو فلم يجب فأمر بقتله”. 153

أقول: الجاسوس -في هذه الحالة- يقتل كما أمر سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. خاصّة وأن الحرب اشتعلت ولم يعد مكان للتّراجع، والتّفاهم. وترك الجاسوس -في هذه الحالة- لشأنه سيكون وبالا على جيش المسلمين. لأنّه سيتّجه إلى العدو ويخبرهم بكل ما رأى.

من حسنات قتل الجاسوس أنّ الحارث رئيس الجيش لمّا علم بقتل جاسوسه “خاف هو وجيشه خوفا شديدا حتّى تفرّق عنه بعضهم”.153

عرض الإسلام قبل بداية الحرب:

قال: “تصافا الفريقان للقتال بعد أن عرض عليهم الاسلام فلم يقبلوا”.

أقول: من سنّة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، أنّه لا يشرع في قتال إلاّ إذا عرض الاسلام على العدو. وصار على هذا الخلق العظيم في كلّ حروبه.

حسن تسيير الغنائم من حسن تسيير الحرب:

قال: “وكانت الإبل ألفي بعير والشياه خمسة آلاف استعمل الرسول على ضبطها مولاه شقران وعلى الأسرى بريدة”. 153

أقول: يظهر حسن، وبراعة تسيير سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، في تعيين مشرفين على تسيير الغنائم من أسرى، وإبل. وهي غنائم ثمينة -يومها- من حيث أهميتها المالية، والاقتصادية، والمعيشية. وأهمية الأسرى من حيث عملية التّفاوض، ومهام أخرى يفرضها الوضع. والقائد العظيم الذي يحسن تسيير المعارك، والحروب. هو نفسه القائد العظيم الذي الذي يحسن تسيير الإبل، والغنم، ومهما صغر.

فضائل زواج سيّدتنا أمّنا جويرية:

قال: “وكان في نساء المشركين بريرة بنت الحارث سيّد القوم. فأراد عليه السّلام أن يجعل المسلمين يمنون على النّساء بالحرية من تلقاء أنفسهم فتزوّج بريرة بنت الحارث التي سماها جويرية”. 153

أقول: تزوّج سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، زوج القائد العدو. ليكون زواجه صلى الله عليه وسلّم، سببا في إطلاق سراح الأسرى الذين بأيدي المسلمين. وهذه من أسباب زواج سيّدنا رسول الله صلى الله علبه وسلّم، وتعدّد الزّوجات.

تزوّجت سيّدتنا أمّنا جويرية من سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، -وكلّ نسائه- بمحض إرادتها، وعن رغبة، وحبّ. لأنّ أمّنا هي التي تحب زوجها. ومكانة سيّدتنا أم المؤمنين تعتمد على حبّ، وتقدير، واحترام سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.

إسلام بني المصطلق بسبب الزّواج:

قال الكاتب: “وتسبّب عن هذا الكرم العظيم والمعاملة الجليلة أن أسلم بنو المصطلق عن بكرة أبيهم”. 153

أقول: حين رأى أسيادنا الصّحابة أنّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، تزوّج من زوجة القائد. أطلق كلّ من في يده أسير بني المصطلق. لأنّه لا يحقّ أسر أصهار سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. وكان هذا الزّواج، وإطلاق الأسرى سببا في إسلام بني المصطلق جميعا.

من معجزات الإسلام أن يدخل العدو المقاتل في الإسلام، وبمحض إرادته، ودون ضغط، ولا إغراء في الإسلام. ولا يعرف مثل هذا إلاّ في الإسلام، ومع المسلمين.

الخميس 20 رمضان 1446هـ، الموافق لـ 20 مارس 2025

الشرفة – الشلف – الجزائر

الشلف – الجزائر

معمر حبار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى