إسلامثقافة

12 ربيع الأول هل هو يوم ميلاد النبي (ص) أو يوم وفاته ؟

يوم 12 ربيع الأول ليس هو يوم وفاة النبي ﷺ
د. محمد العربي شايشي
أستاذ بجامعة الجزائر 1
يعتقد بعض المعترضين على الاحتفال بالمولد النبوي أن تاريخ 12 ربيع الأول هو يوم وفاة النبي ﷺ، والواقع أن هذا ليس بصحيح، وتوضيح ذلك ما يلي:
الثابت يقينا أن النبي ﷺ توفي يوم اثنين، فلو سلّمنا أنه توفي في ربيع الأول فإنه يستحيل أن تكون وفاته في تاريخ 12 من ربيع الأول في السنة الحادية عشر للهجرة. وقد أكّد هذا الإمام السهيلي في كتابه الروض الأُنُف.
ذلك أن وقوفه ﷺ بعرفة قطعا وافق يوم الجمعة، يعني يوم 9 ذي الحجة من السنة العاشرة للهجرة كان يوم جمعة.
وإذا تتبعنا الحساب انطلاقا من يوم الجمعة 9 ذي الحجة من السنة العاشرة للهجرة إلى شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشر للهجرة، مع مراعاة جميع الاحتمالات باعتبار تمام أو نقص الأشهر الثلاثة (ذو الحجة، محرم، صفر) بأن نجعل:
الأشهر الثلاثة كلها تامة
أو الأشهر الثلاثة كلها ناقصة
أو شهران كاملان وشهر ناقص
أو شهران ناقصان وشهر كامل
فإن الحاصل أن 12 ربيع الأول في السنة الحادية عشر للهجرة على كل الاحتمالات سيكون يوم الخميس أو الجمعة أو السبت أو الأحد. ولم يوافق يوم الاثنين، مما يؤكد أن 12 ربيع الأول ليس هو يوم وفاته.
ويوم الاثنين في تلك السَنة (أي الحادية عشر للهجرة) على كل الاحتمالات الأربعة يوافق يوم 1، 2. 6. 7. 8. 9. 13. 14. 15. 16. 20. 21. 22. 23. 27. 28. 29. 30.
وما ادعاه البعض من انعقاد إجماع الأمة على أن يوم وفاته هو 12 ربيع الأول. فالجواب أن الإجماع الذي نصّ علماء الشريعة على حجيته القطعية التي لا يحلّ مخالفتها هو المتعلق بالأحكام الشرعية، كما في تعريف الإجماع (هو اتفاق المجتهدين من أمة محمد – صلى الله عليه وسلم – بعد وفاته على حكم شرعي عملي)، فنصوا على أنه حجة في (حكم شرعي عملي). وبناء عليه فلا يكون حجة في الأمور التاريخية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى