مجتمع

عنوان اليوم الدراسي الترفيهي للمسنين, يوم الشبيانيين

الأستاذ الحاج نورالدين احمد بامون ستراسبورغ فرنسا

تستدعي الحياة عموما على مدار السنة, حماية المسنين من الإهمال والعنف وسوء المعاملة ومساعدتهم بكل ما يستحقونه و يعود إليه شرعا وقانونا. إذ ترسم السياسات في العالم العديد من الدراسات في صورة قاتمة من الحقوق، لحضر المشاكل والنقاص العديدة التي يعانون منها من أشكال التمييز على أساس السن والجنس. ولتسليط الضوء على هذه القضية، وعن التحديات التي تواجه المسنين اللذين باتت تتزايد نسبتهم سريعا في العالم.

تعتبر فئة كبار السن جزءًا مهما من المجتمع لهم حقوقهم التي يجب أن تستوفى لهم على أتم وجه نظراً لظروفهم الصحية والاجتماعية، ولقد إهتم الإسلام بأمر المسنين في المجتمع حيث اعتنى بهم في جميع نواحي الحياة الاجتماعية، والصحية، والاقتصادية، والنفسية، وبهذا يكون الإسلام قد سبق الأنظمة المعاصرة التي أخذت تنادي بالاهتمام بالمسنين لاسيما في الآونة الأخيرة، فأمر الإسلام بتقديرهم وتوقيرهم واحترامهم والعناية بهم وجعل ذلك أدبا من آداب الإسلام يثاب الإنسان على فعله.

ويتم الاحتفال بالمسنين لرفع نسبة الوعي بالمشاكل التي تواجه كبار السن، كالهرم وإساءة معاملة كبار السن، وهو أيضاً يوم للاحتفال بما أنجزه كبار السن للمجتمع، والتوعية بأهمية الرعاية الوقائية والعلاجية لكبار السن، وتعزيز الخدمات الصحية والوقاية من الأمراض، وتوفير التكنولوجيا الملائمة والتأهيل وتوفير المرافق اللازمة لتلبية احتياجات كبار السن والتعاون بين المؤسسات الحكومية والأسر والأفراد لتوفير بيئة جيدة لصحة ورفاهية المسنين.

المسنين..لمسة إنسانية:

يوم مميز بكل ما تحمل الكلمة في طياتها بلمسةً إنسانيةً ملموسة، تألقت فعاليته بحضور لافت. تميز بجوٍّ من السعادة والبهجة تعكسه إبتسامات المسنين خلال هذا اليوم المبارك، حيث أستمتعوا بالأجواء الودية التي خلقتها هذه البادرة الطيبة.

وتأتي هذه البادرة ضمن سلسلة المبادرات الخيرية والإنسانية والإجتماعية التي يقوم بها فريق جمعية كلمة، حيث يسعى دائمًا لتعزيز روح المسؤولية المجتمعية وتقديم الدعم لأصحاب الحاجات الخاصة والمحتاجين. تجسدت هذه الفعالية في مشهدٍ مؤثر يبرز قيم العطاء والتكافل الإجتماعي، مما يؤكد على أهمية دور الجميع في خدمة المجتمع وتعزيز الروابط الإنسانية بين مختلف فئات المجتمع.

رفع مستوى الوعي لتعزيز الفهم العام للقضايا التي يواجهها كبار السن، مثل العزلة، والصحة، والحقوق الإجتماعية. وتعزيز نشر ثقافة الإحترام والتقدير لشيبانين، والعمل على دمجهم في المجتمع. تدعيم تعزز من جودة حياتهم.تشجيع العمل التطوعي بتحفيز المجتمع على المشاركة في أنشطة تهدف إلى دعم المسنين. من خلال تحقيق هذه الأهداف، يسعى اليوم إلى خلق مجتمع أفضل يحترم ويعتني بكبار السن،

أهمية اليوم الوعي بالقضايا التي يواجهها كبار السن:

تعتبر زيادة الوعي بالقضايا التي تواجه كبار السن واحدة من الأهداف الرئيسية. يعيش العديد من كبار السن في ظروف صعبة، بدءًا من العزلة الاجتماعية وصولاً إلى مشاكل صحية خطيرة. تكشف الإحصائيات أن نسبة كبيرة منهم تواجه مشكلات في الحصول على الرعاية الصحية المناسبة، وهو ما يمثل دعوة ملحة لمجتمعاتنا للتفكير في احتياجاتهم. إذ العديد من المسنين يشعرون بالوحدة، مما يؤثر سلبًا على صحتهم النفسية. ويعاني كبار السن من صعوبة في الذهاب إلى المستشفيات أو العيادات لوحدهم وكثير من المسنين يعيشون في ظروف مالية صعبة نتيجة للتقاعد أو انخفاض مصادر الدخل.

هو شعار وهدف جمعية كلمة Calima( التسنيق الآلزاسي للهجرة المغاربية بستراسبورغ ) هدف من أولويات أجندتها والتي تعتمده ودأبت عليه كل سنة إحتفاء بالمسنين المغتربين الشوابين والشببانيات قدامى المهاجرين.

تعرف كلمة الشيبابين بالمفهوم العامي يالدارجة بالشايب ( يعني من شاب رأسه وهو ما يدل على الشيخوخة. والتي تدل على الهيبة والوقار, شهادة شرف وتقدير لجهود سنوات العمر المتقدمة ومكافأة على ذلك.

والشيبانين هي مجموعة الذاكرة المليئة بالأسرار الدفينة في خزانة أرشيف الذكريات, التي لا تقدر بثمن. فالذاكرة هي الدزاء الرئيسي الأساسي التي تشكل عمق الإنسان وكيانه وقيمته وحياتها التي لا ينتهي التاريخ من سرد فصول أطوارها لعقود خلت.

ككل سنة من الشهر المليئء بالأحداث الطبية والصحية والإجتماعية, تنظم جميعة كلمة يوم خاص بالمسنين يعرف بيوم الشبيانين, بالشوابين بالهجة العامية العربية المغاربية. تقليد سنوي دآبت عليه, وأشركت فيه هاته السنة مجموعة مؤسسات وهيئات منها االنادي الشعبي للعائلات برئسات سيدي محمد طاهري أحد عمداء الحركة الجمعوية للجالية والإطارات المسجدية. وجمعية الثقافية لمسجد السلام بالجبل الأخضر,برئاسة الأستاذ هيمي بشير ومجموعة الإتحاد الأروربي, مجتمع الآلزاس الآوربي وكتابة الدولة المكلفة بالمواطنة والمدينة. تنسيق أجمع على أهمية هاته الفئة التي تولى عناية خاصة,

يوم خاص تجمع فيه الشيبانين رجال ونساء من كل الفئات العمرية لمرافقتهم في اليوم المخصص لهم بكل عناية, لإدخال الفرحة والبهجة والسرور لهم, ففئة الشيبانين التي تعد من الفئات الهشة التي يجب حمايتها و تقديم الدعم والرعاية اللآزمة لها ومرافقتهم في مشوار حياتهم عامة. معنويا ونفسيا للأخذ بيدهم لبر الآمان, وللتخفيف عنهم نوعا ما شدة حدة التوتر وإخراجهم من عزلة وحدتهم في غربنهم خارج الوطن بعيدا عن أوطانهم الأصلية. إذا تعد هاته الإلفتفاتة الطيبة بادرة إنسانية إجتماعية يشهد لها، التي بات الشيبانين من الدالية المغاربية ييتظرونها بفارغ الصبر وهم كلهم أمل للعيش هذا اليوم بكل روائعه ومفجاءته.

وفي صبيح مشمس هادئ, إنطلقت فعاليته من قاعة الغالي المركز الإجتماعي الثقافي بهوت بيار ستراسبورغ، في هذا اليوم المميز تاريخيا من حيث وقائعه واحدلثه و إجتماعيا وإنسانينا من حيث فوائده, اليوم المخصص لفئة كبار السن رجال ونساء، عجزة ومعوقين. وبتجمع الحضور وضيوف الحفل من سلطات محلية منتخبين نواب, ورؤساء جمعيات وهيئات منهم الأستاذ صالح كوسة المنتخب المحلي والسيدة بشرى برقادي مديرة المركز الإجتماعي الثقافي بهوت بيارب ستراسبورغ وباقي الضيوف, أفتتح اليوم بكلمة ترحبيبة بالجميع, وبينت الهدف الأسمى والمغزى الحقيقي من الحفل الذي يسعي في الأصل إلى جمع هاته الفئة برمتها ومختلف أنواعها في هذا الفضاء الأسري العائلي بالدرجة الأولى ولم شمل المسنين, بمختلف جنسياتهم وأوطانهم وثقافتهم وديانتهم, لنفض الغبار على المسن الوحيد, الذي لا رفيق ولا آنيس له في ديار الغربة, بإعتبارهم جزءا من النسيج المجتمع برمته. خاصة أنهم أصحاب الفضل في العطاء والجد وجزءا من الذاكرة التي يجب حمايتها من خلال مسيرتهم الحافلة على مدار عقود من الوقت.

                              الفترة الصباحية:

أنطلقتت الفترة الصباحية من تنشيط الأستاذ جواد الطاهري. أفتتحت بمداخلة من طرف الدكتور سعيد غدير الخبير السوسيولوجي أستاذ علم الإجتماعي برفقة الأستاذ بلحمداني مصطفى, الأب الروحي للجالية المسنة ومرافقها. مداخلة صب محتواها الثري والمفتوح للجميع لمناقشة تعدد مسارات هؤلاء السكان وإعتمادهم وحالة الإجراءات المختلفة التي تقوم بها جمعية كلمة وشركاؤها للمساهمة في دعمها اليومي لهاته الفئة.

وتم التركيز على توعية الحضور بأهمية إستئناف العمل البحثي السوسيولوجي حول مختلف القضايا المرتبطة بالشيخوخة، ولا سيما تلك التي تقدم ملاحظة موضوعية عن وضع وواقع هؤلاء والمحكومين عليهم. يظلون مهاجرين طوال حياتهم.

علاوة على ذلك، المدهش من خلال الفترة الصباحية هو الإهتمام المتزايد، لجميع الحاضرين، بالعمل في شبكة وإنشاء روابط إجتماعية لكسر عزلة الشيباني. في يوم دافئ إنساني بعاطفة قوية. ومداخلة أخرى بعنون عيش الشيخوخة في كرامة التي لقيت ترحيب وإستحسان وإصغاء نظرا لهمية وحساسية الموضوع و حرارته, إعادة إنطلاق مشروغ الإقامة مشاركة 5 شقق مرتبة بشكل جماعي, بصلابة مطلوبة.ومن أهم التوصيات واللوائح الداعمة لحماية الشيبانين وصون كرامتهم العمل على حفظ الذاكرة ونقلها بكل أمانة وإخلاص للأجيال القادمنة أبناء الجالية للمهاجرين القدامى لربط الصلة بين الماضي والحاضر والبلد المنشأ وبلد الإقامة, وتواصل النقاش حول إعتمتد تعبئة المنفيين قدامى المهاجرين والأخذ بيدهم. تواصلت فقرة المداخلات وبإختتامها، وفي جلسة عائلية أكثر منها إجتماعية إلتف الجميع على روائح أذواق أطباق الكسكسي الطبق التقليدي الشامل للشبياين بالدرجة الأولى وللمخارجين عامة، مرفوق بكؤوس الشاي والقهوة وباقي المشروبات وطبق الفواكه المنعشة مما جادت به أنامل حرارئنا المغاربيات بمختلف الأصناف من حلويات بورك فيهن.

                                        الفترة المسائية:

بعد وجبة الغذاء وفترة إستراحة لقرابة الساعة والنصف في تناول الحديث وتبادل الأخبار بين الشبيانين الوافدين من عديد الجهات وفرحة اللقاء الساخن بين البعض للإنقطاع الذي دام لقرابة السنة والسنيتن, أستأئف النشاط من جديد بعض مسرحي مونولوغ من تنشيط الفنان الفكاهي علي جيلالي بوزينة, أصيل مدية طوفارية بولاية الشلف غرب الجزائر.

عرض مسرحي مستوحى من قصة السيرة الذاتية لوالده، وهجرته القسرية وهبوطه في الألزاس، أرضه الجديدة لأكثر من 50 عامًا،الشخصية الرئيسية في هذا العرض هي والده العامل المهاجر، الذي مر بتقلبات الوجود لأكثر من 90 عاما بلحوها ومره. الذي إكتشفت عندما تقاعد. في كثير من الأحيان أنه كان مشغولاً بالعمل، الذي لم يراه، ولم يكن يعرفه. لقد قابل أبا يتمتع بروح الدعابة المزعجة وكان لديه دائمًا كلمة تجعلك تبتسم.

إنها رؤيته للعالم التي أود مشاركتها. يجعلك تتراجع عن الحياة والموت، عن الشباب ومرور الزمن، عن الشيخوخة والمرض. والدي يصقل فن الفكاهة ويسخر من حاضره وماضيه. لديه وجهة نظر، فلسفة الحياة التي تتجاوز الحياة اليومية. من خلال زرع الفكاهة على طول طريقه، فإنه يلقي نظرة كوميدية مأساوية على جميع الأحداث. يتحدث عن المصنع الذي سمح له بالحفاظ على لياقته البدنية وعن أصدقاء العمل الذين لم يعودوا موجودين هناك، وعن لقاءه بوالدته وحياتهم التي دامت 60 عاما، مع عديد التقلبات.

يحكي عن المنفى ووطنه الذي تركه منذ فترة طويلة والتغييرات التي مر بها. تخيل كل هذا في سياق قرية الألزاسي بأبراج أجراسها ومهرجاناتها الشعبية وحفلاتها التقليدية ومسابقات صيد الأسماك وأسواقها العربية التركية حيث تمتزج اللهجة الألزاسية اللذيذة واللهجات الفرنسية العربية.

عرض أستغرق لساعين ونصف طاف فيها بالحضور لمختلف المراحل من السفر والتنقل من البلاد أرض الوطن والترحال بجنوب فرنسا ومنه الإستقرار بمنطقة الآلزاس التي عشقها وعاش بها لعقود خلت تحكي مسيرته الأسطورية عرض يستحق المشاهدة.

وبختامه وعلى ضؤ الصور التذكارية وتبادل العنوانين والهواتف وتحديد مواعديد الزيارات بين الأصدقاء وبعض العائلات أسدل الستار على طبعة يوم الشبيانين لسنة 2024 على أمل اللقاء بهم مطلع سنة 2025 في عيد ميلادهم السنوية وفرحة جديدة وهدايا مننظرة لايفرج عنها إلا ساعتها.

                  شـكـر و إمـتـنان. من لا يشكر الناس لا يشكر الله:

فجزيل الشكر كل الشكر لطاقم جمعية كلمة كل بشخصه وإسمه وكانته وظيفته, عمالا ومتطوعين ,على هاته المباردة الحسنة واللفتة الطيبة ولكل الجهات التي ساهمت في نجاح هذا الإحتفال البهيج. الذي أكد عليه الجميع بالإشادة والحرص الدائم على تعاون المساهمين بمشاركتهم الفعالة.

جمعية كلمة Calima في ومضة موجزة:

وللتعرف على جميعة كلمة, أخبرنا. بأن جمعية كلمة مشتقة نركيبة أسمها الرباعي بالفرنسية Calima، تأسست شهر جوان سنة 2008 بنشاط مميز مختلف عن المعهود، ومن مهامها منع ومكافحة التمييز العنصري. وذلك بالإستثمار بشكل خاص في المجال الثقافي بتنوع حقله والفني من خلال تطوير مشاريع حول ذكريات الهجرة والذاكرة- جمعية تعمل على دعم المهاجرين القدامى للحصول على الحقوق وكذلك العمل على ذكرياتهم وقصصهم من خلال الاستثمار في المجالات الثقافية والفنية. وعلى ضمان أن تصبح قصصهم جزءًا من الرواية الوطنية ولم تبقى ذكرياتهم مخفية. وحفلهم هذا ما هو إلا فرصة للتعبير لهم عن إمتناننا لكل ما أنجزوه خلال حياتهم كمهاجرين، ونتمنى لهم العمر المديد والعيش في رفاهية والمطالبة بحقهم.

تطوير مشاريع التعاون المختلف المحلي والدولي:

ومن مهامها عامة الإستقبال والدعم في الوصول إلى الحقوق بتعزيز الإقامة والمواطنة التشاركية والمرافقة القانونية. إضافة إلى عديد المهام والأنشطة برزنامة متنوعة والتي سوف نعود لها لاحقا.

قالوا عن الحفل والتكريم:

وفي خضم فرحة السيبانين وسعادتهم التي رسمت على وجوهم تقربنا من بعضهم، الذين عبروا بجزيل شكرهم للجميعة ومسييرها عن هاته الإلتفاتة الغير منتظرة والغير متوقعة والذين كانوا يقضونها دونما ذكر يوصف، وبفرحتهم في قضاء يوم مميز, ممثنين لأصحاب المبادرة.كما عبرت السيدات عن بهجتهن ومشاركتهن لهذا الحدث الذي إعتبرنه عرس سنوي بهيج طالبين تثبيته في باقي المناسبات لإدخال الدفي المفقود لهاته الفئة.

الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون – ستراسبورغ فرنسا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى