أخبار هبنقةتعاليقرأي

عندما يتحول الرويبضة إلى سياسي!

رشيد مصباح (فوزي)

إن لم تكن تحمل شهادة عليا في العلوم السياسية، أو تكون لديك تجربة في النشاط السياسي على الأقل ، فكيف تسمح لنفسك الخوض في الأمور السياسيّة؟!
السياسة في زمننا هذا صارت عبارة عن سوق، مثل بقية الأسواق المعروفة، وصار بإمكان أيّ واحد الخوض في مختلف القضايا المطروحة على بساط البحث والنّقاش. والسياسة في حقيقتها ليست مجرّد علوم تدرّس في كبريات الجامعات والمعاهد المتخصّصة فحسب، بل هي فن من الفنون التي تتطلّب مهارات فائقة تنم عن تجارب كبيرة، والسياسي المحنّك هو الذي يتميّز عن غيره بقوّة الإدراك والبصيرة.
فلسطين كوطن وشعب، من الأوطان التي ترزح تحت ذلّ الاحتلال الصهيوني منذ ما يزيد عن سبعين عام، ولحد السّاعة لم تجد حلاّ، على الرّغم من كل المعاهدات والاتفاقيات التي أُبرمت هنا وهناك. والمسجد الأقصى من المسائل التي لا ولن تقبل الأمّة المساومة عليها.
لذلك تجد من المشايخ من يخصّص دعاء دبر كل صلاة يرجو فيه تحرير المسجد الأقصى من ظلم الصهاينة الغاصبين. ويلعن فيه اليهود لعنا شديدا. وهناك من يرى هذه المسألة من زاوية أخرى، فليس كل اليهود على قلب رجل واحد؛ من اليهود من وقف ضد قيام دولة إسرائيل لما ورد بشأن ذلك من تهديد ووعيد في كتبهم التي تتضمّن نبؤات أنبيائهم التي تتحدّث عن زوالهم وما يسمّى”لعنة العقد الثّامن“.
ومن المعروف أن الأنظمة العربية هدفها الأول والأخير وشغلها الشّاغل هو رغبتها بالبقاء في الحكم مدى الحياة، تستغلّ لأجله كل ما من شأنه يبيّض و يلمّع صورتها سواء في الدّاخل أم في الخارج. تستعمل كل الأوراق، بما في ذلك ”ورقة“ فلسطين؛ لما لهذه القضية من مكانة في قلوب المسلمين.
في الوقت الذي لا تجد بعض من الأنظمة العربية حرجا في تعاملها مع إسرائيل، تفضّل بعض الأنظمة الأخرى السريّة التّامّة في تعاملها مع من تسمّيه ”الكيان“، وتتهمّه بالعداوة في خطاباتها، بينما تمضي معها صفقات مشبوهة، تحت الطّولة وخلف السّتائر.
وفي الوقت الذي يقف فيه العالم حائرا؛ بخبرائِه.. وسياسيّيه.. ومسيّريه.. والمتنفّذين من رجالاته… أمام هذه الحرب التي يقودها (نتنياهو) وحكومته اليمينيّة المتطرّفة، يرى ”أخونا“ الرويبضة أن الوقت مناسب للخوض في الآراء والمواقف، وتوجيه أنواع الاتهامات لكل من يخالف وجهة نظر السلطة؛ تارة بأنّهم منافقون.. وتار’ عملاء بني صهيون.. وتارة أخرى خونة لا يجب السكوت عنهم… متذرّعا في كل مرّة ببعض القصص الضعيفة وردت في بعض الكتب الصفراء التي يقرؤها.
مثل هؤلاء الرويبضات الذين حرّضوا أبناء الفقراء والغلابة المحرومين والمعدمين الذين لا يجدون قوت يومهم على الجهاد في بلدان بعينها: مثل سوريا و أفغانستان. بينما يبيحون هم لأنفسهم اقتناء الفيلات الفخمة.. و ركوب السيارات الماركة.. و ونكاح العذارى الجميلات.. والمتاجرة بالمخدّرات لكسب الأموال الضّخمة… ويحرصون كل الحرص على إرسال أبنائهم إلى العواصم الكبرى لحمايتهم وتعليمهم.
وما لا يمكن إنكاره أيضا، هو أن هؤلاء الروابض أو الرويبضات هم في الحقيقة مجرّد بيادق في يد هذه الأنظمة التي تقوم باختيارهم حسب درجة ولائهم، وحسب قدرتهم على التأثير في عقول الناس السذّج والبسطاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى