عندما تتبلد المشاعر
حسين فرهود
كل الذين نجو من ضربة قاتلة، ماتوا متاثرين بالجراح التي اصيبوا بها، انها عبارة شهيرة منقولة عن طبيب عسكري عمل في حرب فيتنام في صفوف الجيش الأمريكي ، تكذب العبارة الشهيرة ما لا يقتلني يزيدني قوة ، و كان الأجدر أن يقول صاحبها ان الانتقام قد يكون العمل الاخير لشخص تعرض لضربة شبه قاتلة ، خدعوك فقالوا أن الضربات التي لا تقتلك تجعلك أقوى، دعوني أحدثكم عن الناجين من الضربات القاتلة:
الناجون من الضربات القاتلة يمكنهم أن يحدثوكم عن هذا الخوف الذي يلازمهم بقية حياتهم، الخوف من اﻷيام، الخوف من ضربة جديدة، يمكنهم أن يحدثوكم عن كيف فقدوا الشعور باﻷمان والثقة في اﻵخرين، وربما الثقة في أنفسهم.
الناجون من الضربات القاتلة يصابون بنوع من تبلد المشاعر، يصبحون لا مبالين، لا شيء يحزنهم، لا شيء يسعدهم، أصبحوا يعرفون جيدا حقيقة أن لا شيء يدوم.
الناجون من الضربات القاتلة يعيشون وحيدين، مهما كان الزحام حولهم هم يعلمون جيدا أن الجميع سيهرب من حولهم حال تلقيهم ضربة جديدة.
الضربات القاتلة يا صديقي تعلم اﻷنانية والقسوة.