عدد الطباخين أكبر من عدد السكان
اكرام نجم
دهشني ما اشاهد على منصات التواصل الاجتماعي المختلفه وخاصه عند العرب ، فأكاد اشعر بالغثيان من عدد الطباخين العرب في البيوت والمطاعم ووو بين كل فيلم وآخر اشاهد احدهم او إحداهن منهمكه بتقديم صنف من الاطعمه وتحكي قصصا بان هذه الوصفه ستدهشك وتبهرك اترك إعجاب شارك وانشر ما ترى ليحصل او تحصل على متابعين اكثر ، وكانهم قاموا بصناعه مركبه فضائيه او اكتشفوا شيءا يقدم خدمه عظيمه للبشريه ، اما النوع الاخر مما اشاهده الاف الادعيه والأمنيات التي يريدون تحقيقها وكان الله متواجد في تلك المنصات فقط وأنه بانتظار هولاء ليسمع لدعواتهم فضلا عن النصايح الدينيه ووو، غيرها من صور الإيمان الذي يريد من ينشر كل هذا ان يريك انه المؤمن والملاك الوحيد . في هذا العالم، اما النوع الاخر فهو صور لمرضى او موتى ويطالب الناشر الترحم عليهم او الدعاء لشفاهم
اما في مصر فالأمر يكاد يصيبني بالغثيان من كميه الأفلام التي تنشر عن علاقات وطلاقات وزواجات وحياه الفنانين ، وكان مصر احدى جنات الارض والمدينه الفاضله ليس فيها اي شيء غير طبيعي وكل شيء فيها في القمه والمثاليه ، ولم يبق للمصريين غير اشغال انفسهم ومنصات التواصل الاجتماعيه بهذه التفاهات التي لاتقدم ولاتاخر اي شيء في حياه البشر ( المصريين) او العرب الذين يشاهدون هذه القصص التافهه.
والأكثر أثاره وانتشار خلال الفتره القريبه الماضيه بعض العرب يقدم لك قصصا وأفلاما لا علاقه لاي متابع بها ولا تقدم له ايه فاءده وهي عباره عن تفاهات ، لاتدري ماذا يهدف من ينشرها من ذلك ، كاحدهم يملك او يعمل في مطعما او متجرا لبيع الالبسه او الحلوى ، وآخر يدعي انه يقدم خدمه ( طاقه ايجابيه) او تنميه بشريه بتهريج ورقص وصراخ وتسخيف لعقول المتابعين الذين لا يعني لهم كل ما يقدمونه اي شيء سوى لدى نسبه محدوده جدا وغالبا هي اشغال وقت فراغهم بتفاهات .
لكنني لا انكر اهميه الحمله الكبرى التي قام بها ومازال عدد من مستخدمي تلك الوسائل من العرب والعراقيين لابراز الصوره الجميله للشخصيه العراقيه وإلقاء الضوء على حمله الأعمار التي يشهدها العراق وكرم وطيبه العراقيين وتعاملهم الراقي مع ضيوفهم من العرب والأجانب .
ان انعدام الحريات الشخصيه في المجتمعات العربيه وحالة الانفتاح وتعدد وساءل التعبير من خلال الانترنت أدت لكل تلك الفوضى في استخدام تلك الوسائل ولكن للأسف بشكل خاطيء ومسيء .