صلاة العيد، وخيانة اليهودي كعب بن الأشرف

صلاة العيد، وخيانة اليهودي كعب بن الأشرف من خلال كتاب نور اليقين 14- معمر حبار صلاة العيدين والجهاد: العيد بذل، والجهاد بذل:

قال الكاتب: “وفي هذا العام سن الله تعالى للمسلمين سنة عظيمة (…)، وهي الاجتماع في يومي عيد الفطر وعيد الأضحى”. 129

أقول: فرضت صلاة العيد بعد غزوة بدر، وقبل غزوة أحد. أي بين حربين، والمسلمون يعدّون العدّة لغزوة أحد.

إذا كان الجهاد بذل النفس العزيزة وما تحت اليد، فالعيد: بذل الوقت، وما تحت اليد. والعيد مظهر من مظاهر الجهاد من حيث الاجتماع، والبذل.

الأمّة التي تبذل النفس العزيزة التي بين الأضلع لحماية الدين، والوطن، والنفس لايعجزها أن تبذل صدقة الفطر، وكبش العيد، والتوسعة على الفقراء والعيال.

قتل المجرم الخائن اليهودي كعب بن الأشرف:

قال الكاتب: “هذا كعب بن الأشرف اليهودي عظيم بني النضير أعمته عداوة المسلمين حتى خلع برقع الحياء وسار يحرّض قريشا على حرب رسول الله ويهجوه بالشعر ويجتهد في إثارة الشحناء بين المسلمين”. 130

أقول: بدأت السّنة الثّالثة، كما كانت السّنة الثّانية بغدر يهود المدينة لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.

هذه خيانة عظمى، تتمثّل في الاستعانة بالعدو لتدمير الوطن، والسعي لقتل رئيس الدولة، وزرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، ونقض العهود المبرمة دون داع إلى ذلك.

تبيّن خيانة المجرم اليهودي كعب بن الأشرف للمسلمين، وهو المعزّز المكرّم، والآمن ضمن حكم المسلمين ورعايتهم، طبيعة اليهودي المبنية على الخيانة والغدر.

تعدّت الخيانة الفردية الطبيعية، إلى خيانة ذات طابع دولي، لأنّه استعان بدولة عدوة متربّصة بالمسلمين وهي قريش، ضدّ الدولة التي تحميه دون مقابل، ودون بذل تكاليف، وهي دولة المدينة.

الخيانة في هذه الحالة قاتلة، لأنّ دولة المدينة فتية وحديثة عهد، ويتربّص بها الأعداء، ولا تملك العدد ولا العدّة، ولذلك استوجب قتل المجرم اليهودي كعب بن الأشرف لجريمته، وخطورة جرمه القاتل، والقاسم لظهر الأمّة لو تحقّق.

قريش في هذه الحالة تمثّل العدو المتربّص، ولا تمثّل الأخ وابن العم. ولذلك وجب التعامل مع اليهودي الخائن بالإعدام، لأنّه استعان بالعدو المتربّص ضدّ القائد، والوطن، والمجتمع، وخان العهود المبرمة. وكلّ من خان الوطن والقائد والمجتمع، يستوجب الإعدام وسواء تعامل مع صديق، أو أخ، أو ابن العم، أو حليف، أو منافس، أو عدو. ولا شفاعة لأيّ منهم، ومهما كانت منزلته وقربه، حين يتعلّق الأمر بالخيانة.

القتل لكلّ خائن لدينه، ووطنه، وقائده، ومجتمعه:

قال الكاتب بعدما تحدّث بالتّفصيل عن قتل اليهودي المجرم الخائن: “وكان عليه السلام إذا رأى من رئيس غدرا ومقاصد سوء ومحبة لإثارة الحرب أرسل له من يريحه من شرّه”. 131

أقول: تتمثّل عظمة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، في كونه تعامل مع اليهودي المجرم الخائن لقائده، ووطنه، ومجتمعه، وللعهود المبرمة معه بالقوّة الضّاربة، وبما يجب من سرعة التنفيذ، وعدم التراجع وهو قتل الخائن المجرم.

كلّ الدول السّبقة والحالية والمستقبلية، تتعامل بالقوّة الضاربة، والإعدام مع الخائن للقائد والوطن والمجتمع، ولا تلام في ذلك.

الشلف – الجزائر

معمر حبار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى