شركة بحرية وهمية

كاظم فنجان الحمامي

أثار برنامج (CV Scan) الذي يقدمه الإعلامي اللامع (الأستاذ حسين سعدون) عبر شاشة قناة (عراق 24)، في الحلقة التي بثتها القناة بتاريخ 13 / 5 / 2022، أثار زوبعة من التساؤلات حول مصير شركة بحرية لم نسمع بها من قبل، تحمل أسم: (الشركة العامة للخدمات البحرية)، وذكر السيد مقدم البرنامج ان هذه الشركة مرتبطة بوزارة النفط، وان شركة نفط البصرة صرفت لها مبلغاً كبيراً وقدره 500 مليون دينار عراقي بوصل التسليم المرقم 1974 والمؤرخ في 25 / 6 / 2018. .
وفي ضوء علاقتنا الوطيدة بكل الشركات البحرية التابعة للقطاع العام، نكاد نجزم بعدم وجود شركة تابعة لوزارة النفط، أو تابعة لوزارة النقل تحمل هذا الاسم، لا قبل سنة 2003 ولا بعدها، وزيادة في التأكيد اتصلت شخصياً بمعظم مدراء تشكيلات وزارة النفط حول صحة هذا الخبر من عدمه، فكانت إجابتهم بالنفي المطلق. .
لكن اللافت للانتباه ان مقدم البرنامج كان يتحدث بالارقام والوثائق عن هذه الشركة المزعومة، وبالتالي نجد انفسنا مضطرين لمناشدة وزارة النفط بالكشف عن الحقائق، وإزالة اللبس والغموض، ونوجه المناشدة نفسها إلى إدارة قناة (عراق 24)، لأنه من غير المعقول أن تكون لدينا شركة عامة للخدمات البحرية غير مسجلة في قيود قسم التفتيش البحري، وغير معرّفة لدى الهيئة البحرية العراقية العليا، وليس لها حضور في مسرح العمليات البحرية. .
من ناحية أخرى ليس من السهل التغافل عن سماع هذا النوع من الأخبار المثيرة للجدل من دون ان نواصل البحث والتحري عن الحقيقة الغامضة. .
ختاماً: نحن ندرك انه ليس من السهل قول الحقيقة، لكننا نبقى في أمس الحاجة للاستدلال عليها بالخبر اليقين. .
فالفرق بين الواقع والحقيقة، هو نفس الفرق بين ما هو كائن، وما يجب أن يكون. .