سوف نبقى هنا

حشاني زغيدي
سوف نبقى.هنا
سوف نبقى هنا كلمة يرددها الصدى في غزة الجريحة ، يرددها الصدى في ربوع فلسطين ، يردد ألوانها العصفور في الشجر ، يردد صداها النسيم عند السحر .
سوف نبقى هنا يرددها الشيخ الطاعن في العرى
يرددها بلا خوف ، فالأرض الحرة تأبى أن يغادرها الأحرار …
سوف تبقى الأرض تنافح بصوت يفهمه الجبابرة أنها لا تلفظ أبناءها ، بل تحتويهم في حضنها رغم كل شيء .
سيظل الطفل الصغير يسرح و يمرح في أرضه رغم دوي القنابل ، و رغم أزيز الميركافا ، لا يخاف الموت ، فالموت ألف عشرتهم أصبح شقيقهم ورفيقهم .
يقولها الأحرار في عناد ، سوف نبقى هنا كمسمار جحا ، هي حكايات يحفظها الفتيان في الصغر لا تفريط و لا مساومة في جزء بسيط في الأرض الأبية .
أصبحت لازمة ترددها المرأة في خدرها ، يرددها الرضيع بين أكداس الحجر ، أصبحت لحنا يردده الصقور البواسل في الميادين في أعالي القمم ، أصبحت لحنا تغار من جماله السماء .
يقولها الأحرار سوف نبقى هنا نشم ريحها الطيبة نشم عطرها الفواح صباح مساء .
.
إذا كان بيت الشعر يردد لحنها ، ينشد قصيدها فحري بكل حر أن يردد لحنها ، بل يعلي شأنها .
نرددها عاليا كي يسمعها العدا بأننا سوف نبقى هنا نردد مع الحادي هذا النداء :
سوف نبقى هنا كي يزول الألم
سوف نحيا هنا سوف يحلو النغم
لم يخطئ الحكماء حين قالوا الأرض كالعرض ، هي قطعة من الروح ، التفريط فيها كالتفريط في أعز ما يملكه المرء ، لهذا تظل محاولات الأعداء بائسة يائسة
لعل من يحاولون عبثا تهجير سكان فلسطين و إبعادهم لم يقرأوا الأمثال الشعبية المأثورة المحفورة في ذاكرة الشعب الفلسطيني نذكر من قطوفها على سبيل المثال لا الحصر بعضا منها :
يقولها الفلسطيني بلهجته العامية في يقين :
( اثنين بوجبوا الموت: الأرض وِالعَرض )
لعجب أن تظهر بطولة أسطورية لهذا الشعب العظيم حين يوثق أهدافه في وضوح ، يكتبها أهدافا لا تقبل المساومة و لا التنازل .
الأستاذ حشاني زغيدي