سوريا ..وإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط
سوريا ..وإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط
سوريا : الإنهيار و تغير الخريطة في الشرق الأوسط
سهيَل العرفاوي
تم إسقاط الدكتاتورية في سوريا الأسدية التي إستمرت لعقود ، وهو ما حدث بشكل مماثل في العراق قبل عقدين من الزمن عندما تم الإطاحة بنظام صدام حسين . وجه المعارضة السورية الجديد ، أبو محمد الجولاني ، هو رجل شارك في الإرهاب في تنظيم القاعدة و تنظيم الدولة الإسلامية . الإطاحة بالنظام العراقي كان بمثابة تحذير لمستقبل سوريا حيث كانت العراق و سوريا تحت النظام البعثي و أثرت فيها التدخلات الخارجية بصفة سلبية و لسوريا أن تتعلم من نموذج الاقليم الكردستاني الذي منح للأكراد درجة عالية من الحكم الذاتي و إعترف بثقافتهم و لغتهم و دورهم . النظام البعثي حكم سوريا منذ 1963 تحت علامة تجارية وهي إستبداد عائلة الأسد و حول سوريا إلى ركيزة إطلاق طموحات إيران الإقليمية .
هزيمة سوريا هي هزيمة روسيا و إيران ، في حين أن البلدان الخليجية قد تخفف من من النفوذ السياسي . هيئة التحرير لن تتمكن من السيطرة على المجتمع السوري . تركيا لا ترغب في أن يتواجد بشار الأسد في الحكم و لا ترغب في المزيد من العنف في المنطقة و ولادة سوريا الجديدة سيكون أمرا مؤلما ، كما أن الثورة السورية هي حدث سياسي يواجه المجتمع السوري و الدولي بشكل مباشر و حتمي . إنهيار سوريا يساعد تركيا على التخلص من اللاجئين السوريين حيث أن تركيا إستعادت تجربة حماية المسلمين الذين يواجهون الإضطهاد و الذين تقارن تجربتهم بتجربة الهجرة النبوية . حصول العودة الطواعية و إعادة التوطين و التكتل المحلي و يتمثل هذا الأمر في تبني المعارضة لقضية اللاجئين و سببدأ تركيا في سياسات العودة الطوعية لسوريين مع مواجهة إنتقادات من المدافعين عن حقوق الإنسان.
سقوط نظام بشار الأسد هو ضربة لجمهورية الإسلامية الإيرانية و إسترتيجية التوسع في الشرق الأوسط مع الانتكاسة التاريخية في موقف التيوقراط الشيعي في العالم العربي التي شهدتها إبان إندلاع العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد لبنان . سقوط دمشق هو ثغرة تاريخية في إعادة إمداد حزب الله ، حيث سيجد سيجد الحزب الثوري الإيراني صعوبة في إعادة بناء حزب الله أو حماس و لهذا يدرك القادة الإيرانيون مخاطر وضعهم الحالي بسبب إنهيار الحليف . سنة 1965 كتب الصحفي البريطاني Patrick Seale كتابا عنوانه The Struggle for Syria ، و كشف أن سوريا المجزأة هي عبارة عن ساحة يتقبل فيها الفاعلون الدوليون السياسيون الإقليميون من أجل الهيمنة الإقليمية . وجدت سوريا حلا لإنقلابتها في 1949 ، إندمجها مع مصر في جمهورية عربية متحدة في 1958 لكن إنفصلت الدولتان و استأنفت وجودها الهش. في 1971 تمكن الأسد من تأسيس دولة متماسكة و عرض على شعبه صفقة فوستية تهدف إلى الإستقرار و ضمان موقع إقليمي مهم مقابل نظام إستبدادي تهيمن عليه أقلية علوية . إسرائيل و الأردن و تركيا سيبحثون عن مصالحهم الحيوية و الزعامة من جانب واشنطن ، أما إيران فهي متحالفة مع النظام السوري الذي ضامن الإسلاميين المتطرفين و دعمت تركيا المعارضة بشكل أكثر نشاطا في حين أن حماس كانت تربطها علاقة بإيران و إمتنعت لفترة عن التعاون مع إيران و حزب الله في حربها على الطائفية حيث كانت حماس في حاجة لدعم إيران و تركيا و قطر .