سمات / سماط
خالد علوكة
كما عرفنا بان ربط الكلمة بالمعنى هو استخراج الكلمة في معنى التاريخ – وكون ابناء الديانة الازيدية من الاديان القديمة البدائية في اول تكوينات الاديان لذا نجد آثار التاريخ في هذه الكلمة عالقة في نصوصهم الدينية والتي تأخذ معنى مقدسا لهم.
وقد وردت الكلمة في اقوال ونصوص دينية ازيدية منها في – قول نبي اسماعيل – وقول مسكين تازدين وفي – بيت شيخ وبيرا -وقول ستيا ئيس -الذي يوزع فيه السمات للعابرين بدون قال وقيل يحترم الفقراء والمؤمنين – كتاب د. خليل جندي ج1- صفحات من الادب الديني الازيدي.
ماهو السمات :-
انه طعام مقدس يتكون من مادة حبية الحنطة المدقوقة وقليلا من اللحم والطغف اي لية الخروف ويقدم في اكثر المناسبات الدينية الازيدية كوجبة غذاء مقدسة تقدم للزوار واهالي المنطقة ويقوم رجال الدين القوالون بدعاء مبارك على الزاد الموجود في جدور كبيرة قبل تقديمه وتوزيعه .
معناه :-
لايأتي له تفسير في اللغات الاخرى حتى في قواميس العربية لتقول بانه مايمد ليوضع عليه الطعام في ألمآدب او هو الصف .
لكن (( نقرأ في نصوص العراق القديم الخاصة بشعائر – الزواج المقدس – نلاحظ عند التقاء العروسين الذي يمثلان (ديموزي وأنانا عشتار) يجتمع الضيوف الالهيون الذين يحضرون العرس في قاعة فسيحه تسمى { السمات } أي (الاقدار) حيث في هذه القاعة يفترض أن يتكهن الوحي بما سيحدث للشعب في العام المقبل ، وهذه الحادثة تذكرنا ايضا باجتماع الالهه (نانشه) السنوي لتقدير مصائر البشر )) ص87 كتاب حكمة الكلدانيين ج/2 .
وعند جان بيرو في كتابه بلاد الرافدين – الكتابة العقل الالهه – ( هو احدى وجبات التضامن كما كان يتناوله في بعض المناسبات اعضاء عائلة واحدة حسب طريقة الساميين القدماء كانوا يشعرون بتقوية اواصر حياتهم بمقدار ماكانوا يستقون الحياة من الطعام ذاته المجزأ والمقسوم فيما بينهم – وكان الغائبون يرسلون وكيلهم المفوض ليأتيهم بحصتهم). وقد نرى ذلك في تجمع الاطفال عندنا لكي ياخذون حصتهم من السمات وياخذونها للبيوت لادخال الفرحة وللتبرك به واعتباره خير عام جديد .
وعند المندائين توجد اكلة مقدسة تسمى (لوفاني ) يحضرونه في اعيادهم من كل عام في بداية الربيع وهي تعود الى ازمنة متقدمة جدا وتعود الى ايام النبي نوح في زمن الطوفان حين وطئ اقدام الناجين من الطوفان على الارض بسلام وهي تشبه السماط عند الايزيدين كما ذكر د. عبدالقادر مارونسي في مقال له في مجلة لالش 2000عدد 11.
وقد نجد في التوراة طعام (المن والسلوى) الغذاء السماوى الذي نزل من السماءعلى بني اسرائيل يوميا من الصباح الباكر وسمي بخبز السماء عوضا لهم عن طعام فقدوه في الطريق أثناء خروجهم من مصر الى ان وصلوا الى كنعان. وياتي عبريا معنى المن والسلوى (ماهو هذا او هبه). خر 16:4
فيما نقرأ في كتاب التربية المسيحية للصف الرابع الابتدائي بأن ( السماط فرصة للاستقبال والتعارف والاقتسام والتناول ).
والسمات نجد له قريب الشبه من طريقته ومادته المستعملة من الحبية كنوع من طعام مقدس يسمى هريسة عند اخواننا الشيعة من اهل الجنوب العراقي التى تقدم كطعام في ايام عاشور .
واخيرا كما قرأنا نرى ان الحكيم العراقي القديم فسح مجالا للارادة الانسانية للتأثير في ارادة الاله وتغييرها جزئيا أم كليا بما ينسجم مع مصلحة الانسان وسعادته في الحياة من عدة اوجه منها الدعاء والصلاة وتقديم القرابين والنذور والصيام . وهكذا يكون السمات غذاء خفيف يحفظ الصحة ودواء للمؤمنين الفقراء به يتذوق الانسان طعام مقدس واحد سواسية مع جميع الناس دون تفرقة او تمييز بما يحقق روح الايمان باله واحد و(سمات ) زاد واحد وعمر واحدة وحياة واحدة .
وآخر الحكمة عند نيلسون مانديلا تقول (نحن نعيش في عالم غريب حيث يمشي الفقراء أميالا ليحصلوا على الطعام ، ويمشي الاغنياء أميالا ليهضموا الطعام ).