مجتمع

حقائق عن النفس البشرية ..أنا أربح_ أنت تخسر

حسين عجيب

المنطق النفسي, يشكل الدائرة الأعمق أو التفصيل الأصغر من موقف الشخص في هذه اللحظة وبهذا السلوك بالتحديد_ الآن.
التناقض الشائع بين المنطق العام_ الذي يرى من الخارج, وبين المنطق النفسي الذي يحكمنا جميعا بالفعل, أوضحه فرويد بشكل مبالغ فيه عبر نفيه للصدفة, أو حتميته التي يشترك بها مع ماركس وداروين, وإن كان لكل منهما منظوره المختلف أيضا عن الموقف والمنظور الديني. وقد عالجت هذه النقطة في نص سابق.
فقط عندما تكون أنت في هذا الموقف الذي يفرضه آخر, صديق أو حبيب أو خصم: أنا اربح _أنت تخسر, يمكنك فهم التفصيل الدقيق الذي أحاول توضيحه وابرازه.
يمكن فهم المنطق النفسي, المختلف غالبا عن الموقف المنطقي العام, عبر المثل الدائم والموجود في حياة الجميع: في مرحلة الشباب تكون الصحة وطول العمر في درجة ثانوية من الأهمية, في مقابل المخاطرة والرغبة في القضايا والموضوعات المثيرة.
والعكستمامابعد الشباب وبدء الكهولة يتضاعفالحذروالتشبثبالأمان, وتفقد الحياة عناصر التجديد والاثارة_ كلما ازداد التكرار.
بل الأكثرمنذلك ,ذروةالموقفالأخلاقيتكونفيمرحلةالشبابالأولى,بعدهاينحسرالاهتمامالأخلاقيبالتدريجلصالحأشياءالواقعوالتملكوتحقيقالرغباتوالشهوات المستعجلة.
……
مثال ثاني شديد الأهمية:
فكرة السببية التي تستخدم في الجدال الديني, في تأكيد أو نفي وجود إله, والمثال نفسه وبالمعنى الحرفي يستخدم من الطرفين أو الجانبين أو الموقفين؟
وما يزال يستخدم منذ ألوف السنين, ويجري إغفال الطابع المتناقض للمثال, بسسبب ” كما أعتقد” عدم التمييز عند الشخص نفسه بين المنطق العام, وبين المنطق النفسي الآني الذي يحكم لحظة الجدال, ثم يستبدل بسرعة, وربما لاشعوريا بالمنطق العام, الذي نحتكم إليه جميعا في حالاتنا الجيدة والهادئة.
…….
موقف أنا أربح_ أنت تخسر, يقوم على منطق نفسي خاص, لكنه شائع وسائد في المجتمع والثقافة العربيتين وربما في مجتمعات وثقافات كثيرة, وهو يضمر فكرة الندرة والصراع والتنافس, ويهمل بقية المواقف الاجتماعية كالتعاون والمحبة والتعاضد والمشاركة وغيرها الكثير…, يعاكسه منطق أنا أخسر_ أنت تربح ويشتركان في مختلف العناصر الفعلية وخاصة: الايمان بالقوة المباشرة وحدها, واعتبارها الوسيلة الوحيدة_ الفعلية لتسوية الخلافات واهمال ما تبقى من وسائل وأدوات الاجتماع الانساني.
…….
عن نفسي. لقد قبلت الحصة الأصغر بسبب ضعفي, ومرات كنت أرضى. الآن أعتقد: لا أحد يحتمل الخسارة بشكل دائم. الاحباط المديد يتحول إلى كآبة ثم اكتئاب, وبسهولة مع الشعور بالظلم يسقط واحدنا في الاكتئاب الحادّ….والآن ما الذي أعرفه؟
…….
تقول حكة قديمة من الشرق :
من يعرف, ويعتبر نفسه لا يعرف_ فضيلة.
ومن لا يعرف, ويعتقد أنه يعرف_ مرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى