سعادتي بين الأطفال
سعادتي بين الأطفال
بَحْثٌ عَنِ السَّعَادَة ، ِ فوجدتها عِنْدَ حِضْنِ الْأَطْفَالِ ، وفِي زَوَايَا الْأَقْسَامِ ، وفِي رُفوفِ الْمَنَاضِدِ ، وفِي صَفْحَاتِ الْكُتُبِ ، الْمُزَيِّنَةِ بِالصُّوَرِ.
وَجَدَّتْ سعادتي حِينَ أَكَوْنِ بَيْنِ أَطْفَالِيٍّ ، فِي سَارِّيَّةِ الْعَلْمِ وَهُمْ يَنْشُدُونَ فِي اِتِّزَانٍ ، وبِأَصْوَاتِ مُتَنَاسِقَةِ نَشِيدِ الْعَلْمِ.
فَكَمْ هِي جَمِيلَةُ حَيَاة يُزَيِّنَهَا الْأَطْفَالُ ، بضحكاتهم بِأَصْوَاتِهِمْ المتناسقة ، وبحركاتهم المتزنة .
تزيّنهم براءةٌ عفويةٌ في غير تكلّف ولا تَصنّع ، تراهم يمرحون كالفراشاتِ ، تزهُو بين الأزهارِ ، نعانقُ الطّهر والصّفاء ، بقلوبٍ يسكنها البِشْر.
أُنَّ الْحَيَاةُ مَعَ الْأَطْفَالِ تكلّلها السَّعَادَةِ الْغَامِرَةِ ، فَكَمْ تَطِيبَ النَّفْسُ حِينَ تَكَوُّن بَيْنَ الْأَطْفَالِ ! لَيْتنَا نَتَعَلَّمُ مِنهُمْ الرِّقَّةَ والْوَدَاعَةَ والْمُسامَحَةَ.
وهي الأيّامُ تخطفُ منّا أنسا عشناه بينّ الأطفالِ ، سرقت منّا قلبا حوَى طفولتَنا ، حوَى شقاوتَنا البريئة ، أذكر حين كنّا نتخاصمُ بلَا حقدٍ ، نعقد الصّلحَ بلا قاضٍ أو حَكَم .
ما ضرّنا لو عدنا لأيام زهونا، نعاود رسم بسمة ، زينت محياّنا الباسم يومًا ما ، ما ضرنا أن نعاود القفز والغناء .
نظلّ نحلمُ أن تعودَ الأيّام لمربعِها السّابقِ … ولكنّها لا تعود ، لكن مثلي يصرّ أن يحملَ أنسَ الطّفولة في بساط الرّيح ، لترافقَ الحفيدَ إلى شيخوختي إنْ طالَ العمر .
الأستاذ حشاني زغيدي