رأي

بين الجزائر وموسكو بوابات ذهبيّة وسجادات حمراء وحلفٌ بحجم السماء.

عزيز فيرم – كاتب سياسي وروائي جزائري

مثلت الزّيارة التّاريخيّة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى فيدرالية روسيا هذه الأيام أهميّة بالغة لارتباطها بعدّة قضايا ومسائل تهم البلدين الصديقين، وكذا لكونها تأتي في ظل ظروف دوليّة معقدة خاصّة ما تعلّق منها  بالحرب الرّوسيّة في أوكرانيا المتاخمة، وما تفرّع عنها من قضايا دولية أخرى صنعت الحدث وأصبحت من قضايا السّاعة في العالم اليوم.

فُتح الباب الإمبراطوري للقصر التاريخي –قصر الكرملين-المرصع بالذهب معلنا عن دخول الرئيس الجزائري وفتح الباب المقابل له معلنا كذلك عن دخول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لتبدأ فعليا فاعليات الزيارة التي يتوقع منها دائما الكثير نظرا للعلاقة القويّة التي تربط موسكو بالجزائر التي رفضت في وقت سابق شجب التدخل الروسي في أوكرانيا.

إستقبال حافل جاء على عكس إستقبال إيمانويل ماكرون البارد العام المنصرم والطاولة العملاقة التي فصلت بينه وبين  بوتين والتي عبرت عن حجم الهوّة بين موسكو وباريس. 

الجزائر التي تراهن على تفعيل الدبلوماسيّة الإقتصاديّة الهجوميّة كأداة للقوّة النّاعمة التي تشهد تزايدا ملحوظا كبديل للقوّة العسكريّة على السّاحة الدوليّة، كذلك فإن الجزائر كعضو مرشح للدخول إلى منظمة البريكس والتي تعتبر روسيا أحد أعضائها الفاعلين والمؤسسين، ترى في الزيارة فرصة أخرى للبحث عن شَركات جديدة، عطفا على التعاون في مجال النفط والغاز .ومن جهة أخرى تبادل الخبرات وتبادل التكنولوجيا السياسية والعسكرية، وتجدر الإشارة في هذا المقام إلى أنّ حجم المبادلات التجارية بين البلدين يناهز الثلاثة ملايير دولار سنويّا.

الزيارة الهامة للرئيس الجزائري تأتي  ضمن غضب أمريكي- فرنسي غربي منها، ومن كل تقارب جزائري روسي، على خلفيّة التوتر القائم بين الغرب وموسكو بسبب عديد المسائل وعلى رأسها القضية الأوكرانيّة التي تجد لها اهتماما بالغا من الدوائر الرسميّة الغربيّة.

وعموما جاءت زيارة الرئيس تبون لتبرز عمق وحجم العلاقات الثنائيّة بين الجزائر وموسكو التي تمتد لعقود من الزّمن وتبحث لها دائما عن مزيد من العمق الإستراتيجي بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين، وربما ستفتح هذه الزيارة المجال كذلك للتقارب أكثر ضمن منظمة البريكس الإقتصادية والتي ستشكل لا ريب زخما إضافيا في مواجهة التحديات التي يشهدها العالم  في الرّاهن المعاش.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى