زواج الفقراء في زمن اللقطاء

 
احمد علي زين
الزواج مشروع جميل يتضمن معاني كثيره مثل الاستقرار والموده والالفه واساسي للصحه النفسيه فهو سنه الحياه للبشر ولكن هي حياه جديده لها متطلبات ويترتب عليها التزامات ومسؤليات عديده اغلبها الاعم تكون ماديه بحته مابين التفكير في سكن وتجهيزه وما بين الانفاق الدوري المستمر لتغطيه التكاليف المتزايده المناسبه لمعيشه فردين بخلاف التفكير في الانجاب واحضار افراد جدد للمجتمع والاجتهاد لجعلهم اصحاء متعلمين يفيدون المجتمع نسعد ونفرح بهم ويسعدوا ويدعوا لنا لتستمر مسيره جيل بعد جيل ولذلك فالزواج مشروع متكامل يجب التخطيط له بعنايه تامه لانه حياه اذا كانت بدايتها قروض واعانات وضغط مادي ومعنوي وتعجل وركض خلف الظروف وتغاطي عن الواقع فان نهايته تكون خلافات ونكد وانتكاسات وحالات طلاق وصل عددها حسب الاحصاءات الرسميه في عام 2018 الي 740 الف حاله طلاق وذلك بخلاف القضايا الاسريه المنظوره امام المحاكم الخطير في الامر ان الفشل يؤدي الي نتائج دائمه الاثار لا يمكن محوها ابدا في حاله وجود اطفال يتعذبون بحياه قاسيه لا ترحم احدا سواء ماديا لغياب مصدر انفاق مناسب او معنويا لغياب القدوه والتربيه واضطرار الام للعمل بدخل بسيط في حياه صعبه يملؤها التعب والعوز والحاجه يخرجون للمجتمع افرادا مشوهين ليس لهم ذنب وليس للمجتمع ذنب هم في رقبه وذنب والديهم اللذان كان جل همها اشباع رغباتهم الشخصيه وتحقيق متعتهم في الحصول علي زينه الحياه الدنيا بقمه الانانيه دون تخطيط اوحساب لحياه الافراد الجدد ..
انها ليست دعوه للتشاؤم ولكنها دعوه لكل المقدمين علي مشروع الزواج في ظل الاوضاع الحاليه التي نعيشها جميعا حيث وصل عدد السكان في داخل مصر مطلع العام 2020 الي 100 مليون نسمه بمعدل زياده سكانيه 1700000 سنويا و4800 يوميا و200 كل ساعه و3.3 مولود كل دقيقه ومولود كل 18 ثانيه وهي معدلات مذهله اذا علمنا ان معدل الذياده السنويه في دول الاتحاد الاوروبي مجتمعه 2.2 مليون مولود والعجب العجاب اذا علمنا ان عدد سكان مصر تحت خط الفقر وصل في 2015 إلى 27.8 % أي نحو 25 مليون مصري تحت خط الفقر ويقل دخل الفرد في هذه الشريحة عن 482 جنيها شهريا
بينما يعيش نحو 5.3% من السكان تحت خط الفقر المدقع أي 4.7 مليون مواطن ويبلغ متوسط دخل الفرد في هذه الفئة 322 جنيها شهريا وهي ارقام قديمه محسوبه قبل تعويم الجنيه والتضخم وارتفاع الاسعار الكبير الذي اصبح واقعا
معني ذلك ببساطه ان غالبيه الزياده في المواليد هو زياده في عدد الفقراء فقط لاغير ..
ان معدل الانجاب الكلي في مصر بلغ 3.5 طفل لكل سيده وتستحوذ محافظات الصعيد علي 40% من الزياده السنويه للمواليد رغما انها الاكثر فقرا واحتياج بين باقي محافظات مصر بحسب الاحصاءات الرسميه حيث محافظة أسيوط هى أكثر المحافظات فقراً بنسبه 60%، يليها قنا 58%، ثم سوهاج 55%، والأقصـر47%.
ان الارتباط بين زياده المواليد ومعدلات الفقر هي علاقه طرديه غريبه تناولتها العديد من الابحاث التي توصلت الي ان الفقراء يميلون الي الانجاب بكثره ليكون الابناء عونا لهم عند الكبر بمعني استثمار شخصي لهم في ظل عدم وجود ضمانات ماديه تؤمن لهم معيشه مقبوله عند الكبر وتزداد هذه الرغبه عند الرجال اكثر من السيدات بنسبه كبيره لدرجه ان اغلب الزوجات يضطرون للانجاب تحقيقا لرغبات ازواجهم فقط
واخيرا انها رساله لكل المقبلين علي مشروع الزواج اذا لم يكن هناك مصدر دخل شبه ثابت يوفر ادني حياه كريمه ممكنه وقابل للادخار منه لمواجهه امواج الحياه المتلاطمه فلا تتعجلوا رفاهيه الزواج فالقادم اصعب وشرط القابليه للادخار هو ضروره قصوي لمواجهه الطوارئ وتقلبات العمل والمرض لشركاء الحياه الجديده والا فالسقوط حتمي مع اول موجه .. نحسبها صح نعيش صح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى