رياح التعطيل وزوابع التنكيل
كاظم فنجان الحمامي
لهذه الرياح والزوابع توجهاتها وسمومها، وأحيانا تكون قوتها بقوة الأعاصير الخبيثة الكاسحة. لكنها تهب علينا دائما من مزابل الجهل والتخلف، وأحيانا ينفخ فيها الذين يعيشون بيننا، وربما تنطلق شرارتها من أقرب الناس إلينا. .
لا نريد معالجة الأسباب والدوافع. فمن الصعب تغيير نفوس أصحاب الضمائر المعطوبة، ويصعب علينا حماية أنفسنا من مكائدهم، لكننا عندما نتوحد في جبهة واعية يمكننا فعل الكثير لمواجهة رياح التضليل والكراهية من أجل بناء مجتمع متحضر. .
من هنا يتعين علينا ان نقف بقوة في مواجهة هذه الرياح العاتية، ويتعين على الأحرار الوقوف بحزم بوجه الكراهية ومعارضتها. ومن يتخلف عن القيام بذلك، ينبغي أن يكون محط إنتقاد . .
لا يبدو أن هناك مكانا آمنا في العراق، فقد باتت الكراهية تخنق كل جوانب الحياة، وسبق لنا ان رفعنا عقيرتها بالصياح في أوقات مبكرة لتحذير الناس من سموم رياح التسقيط والكراهية، التي باتت تلوث المجتمع، بيد أن المؤسف له أنها تحظى في الاوساط الفقيرة بشعبية كبيرة. وأحيانا تشترك بعض منظمات المجتمع المدني في تغذيتها، وإفساح المجال لها، وكانت صدمة كبيرة لي أنا شخصياً عندما وقف بعضهم للاحتجاج ضدي في البصرة، لأسباب ودوافع لا أريد الخوض في تفاصيلها، ولا أريد التطرق إليها ، لأن وقفتهم تلك كانت تتنافى مع كل القيم الأخلاقية والمهنية، واللافت للنظر ان بعض المشاركين في تأجيج تلك الرياح لا يدركون انهم كانوا غارقين في ارتكاب جرائم التحريض والافتراء، ذلك لأنهم تركوا نيرانها تتسع وتتسع، عندما تورطوا في صب الزيت على النار في مواقف متوالية وموثقة، وشاركوا في الكثير من الحملات الممنهجة، تحت سمع وبصر عامة الناس، وقدموا صورة كاذبة ومشوهة من أجل إقصاء المخلصين لهذا البلد واستبعادهم. .
وللحديث بقية. . .