أخبارأخبار العالمأمن وإستراتيجيةفي الواجهة

صعود إمبراطورية بهارات

صعود إمبراطورية بهارات

كاظم فنجان الحمامي

ربما سمعتم بالمناورات العسكرية المشتركة التي تم تنفيذها بين الهند والولايات المتحدة في ولاية ألاسكا على الرغم من خلافات الهند مع كندا. ولا شك انكم لاحظتم تهافت القوى العظمى نحو تعميق علاقاتها بالهند، والتقرب من قائدها (مودي) الحالم بعودة امبراطورية بهارات، والذي يعد العدة لفتح جبهات المواجهات الهندوسية (الانتقامية) ضد الجيوش الصينية والعربية والفارسية والبريطانية التي زحفت نحو بلاده ونهبت ثرواتها في القرون الماضية. وهذا يفسر اندفاع (مودي) نحو بناء قوة علمية واقتصادية وعسكرية كبرى تتوازن مع القوة الصينية المتنامية. ويفسر اندفاعه نحو تجنيد الشعب كله لخدمة الديانة الهندوسية، بضمنهم الشعب الكشميري، وسعيه نحو هدم مساجدهم، وسحب الجنسية من المسلمين، من دون ان تعترض عليه العواصم الاسلامية المتمسكة بعلاقاتها المتينة بالهند. .
ليس هذا مربط الفرس. فما نريد قوله هنا ان الهند أضحت قوة عظمى لا يستهان بها، وهي في طريقها الآن إلى التمدد والتوسع، فقد هبطت الهند على سطح القمر، وإطلقت اقمارها الصناعية، وصنعت غواصاتها وبوارجها النووية، وطورت شبكات النقل العابر (برا وبحرا وجوا)، وأستحوذ ابناؤها على معظم الوظائف الخدمية في عموم البلدان الخليجية. واحتلت مكانة متقدمة جداً في ترتيب البلدان الذكية والناهضة والمتطورة. .
المثير للدهشة ان الطبقات الاجتماعية الغارقة عندنا في الجهل والتخلف مازالت تسخر من الهنود. وتتنمر عليهم، وتتعامل معهم بخشونة. من دون ان يعلموا ان شبه القارة الهندية، أو امبراطورية بهارات، تقف الآن في الخط الأول جنبا لجنب مع الولايات المتحدة وروسيا والصين واليابان والاتحاد الاوروبي، ولا تحتاج بعد الآن إلى التحالف العسكري مع الغير، لأنها الأقوى في الأساطيل البحرية، والأقوى في الأسراب الجوية، والأقوى في فيالق الحروب البرية. .
اما نحن العرب، فكان لنا الفخر اننا اخترعنا البوصلة لكننا اول من أضاع الطريق. واكتشف اجدادنا الدورة الدموية لكنهم سفكوا دماء أقرب الناس إليهم، وعلّموا الناس الرياضيات لكنهم سرقوا أرصدة الفقراء، واخترعوا (الصفر) لكنهم ظلوا يرزحون تحت الصفر. .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى