ذئاب إلكترونية

كشفت مُنظّمة العفو الدوليّة أمن سيتي في تقرير نشرته في أيار الجاري عن أحدثِ الأنظمة التكنولوجية التي تستخدمها المنظومة الصهونية في تعزيز مراقبتها الشاملة على الشعب الفلسطيني المُحتلّ و الخاضع لرقابة و ضبط و عقاب هذه المنظومة الأمنية الفاشية، حيث أشار التقرير إلى فكّ أنظم مراقبة عالية الدقّة التي تستخدمها المنظومة الأمنية الصهيونية بواسطة الحواجز العسكرية المُنتشرة في الضفّة الفلسطينية المُحتلّة ، و هو: نظام الذئب الأحمر و نظام الذئب الأزرق و نظام حزمة الذئب.
و يُعدّ نظام الذئب الأحمر الإلكتروني أحدث هذه الأنظمة،حيث يجري استخدامه في الوقت الحالي من قِبلِ الجنود الكولنياليين الصهاينة في مدينة الخليل تحديدًا.
و تقوم آلية عمله على تصوير و مسح وجوه الفلسطينيين المارّين عبر حواجز التفتيش الأمنية العنصرية دون معرفتهم أو حتى طلب الإذن منهم.
و يجب تزويد قواعد البيانات الأمنية الصهيونية بالمعلومات البيومترية الخاصّة بالفلسطينيين الذين هم الكائنات الخاضعة في هذه الحالة ، و ذلك من خلال تزويد كلّ حاجز تفتيش كولنيالي بأكثر من خمسة عشرة ألف تصوير قادرة على إجراء مثل بياني إلكتروني لكافّة الوجوه المارّة أو المُحتجزة عند الحاجز .
و أمّا نظام الذئب الأزرق فهو تطبيق إلكتروني يتمّ من قِبل الجنود الصهاينة من خلال تحميله على هواتفهم الذكيّة، بما يكفل بالنهاية عمليّة تصويرهم و مُراقبتهم لكافّة الفلسطينيين المارّين عبر الحواجز بمن فيهم الأطفال و العجائز، بحيث تُساهم هذه البيانات الصورية في تطوير قاعدة البيانات الأمنية التي يستند إليها جهاز الأمن الصهيوني الكولنيالي فس ملاحقته و مطاردته للفلسطينيين.
و أمّا نظام حزمة الذئب ، فهو يعتمد بدرجة أساسية على المعلومات و البيانات التي يمدّه بها كُلاًّ من الذئب الأحمر و الذئب الأزرق بما يكفل بالنهاية استحواذه على أكبر قاعدة بيانات عن مُعظم الفلسطينيين في الضفة المُحتلّة ، و تسخير التقنيات التكنولوجية الأحدث و الأدقّ في عالم المراقبة الشاملة من قِبل المنظومة الأمنية الصهيونية.
يُعبّر عن مدى هوس هذه الأخيرة بإحالة الفلسطينيين إلى مُجرّد معلومات و قاعدة بيانات ، الهدف منها نزع السّلطات الإنسانية و الأخلاقية و العاطفية عن كلا طرفي الكيون الكلميانية أي ثنائية القاهر و المقهور المُستعمر. إذ أنّ نزع هذه الصفات يهدف بالأساس نحو التسهيل من عمليات المراقبة و الملاحقة و التهميش و المصادرة التي يُمارسها الكائن المُستعمِرِ القاهر بحقّ الكائن المُستعمَرِ المقهور ضمن السيّاق العامّ الذي أسّسته منظومة الأبركاي بالكولنيال الصهيوني، و الذي لا يؤدي إلاّ إلى تفكيك إنسانية الفلسطيني و استخدام هذه الذئاب الالكترونية من قبل المنظومة الأمنية الصهيونية في مُلاحقة الفلسطينيين ، و يهدف أيضا إلى إضفاء يهدي التوكيل و الإنابة، أي تأسيس المسافة المنشودة مابين خطاب المُستعمِر القاهر و بين ضميره الأخلاقي و الإنساني المُدّعى بما يكفل عدم خدش خطاب المظلومية و المنبوذية و الصّحوية.
المفهومية الصهيونية إبّان عُروض الإضطهاد و التّمييز و المحارق التي ألمّتْ باليهود في أوروبا المركزية من جهة و النازية و الفاشية من جهة أخرى، ليغدو الذئب الإلكتروني في هذه الحالة نائبا و وكيلاً إلكترونيًّا لا يملكُ أدنى واعٍ و وازعٍ أو راعٍ أخلاقي أثناء مُلاحقته و تصفيته للمنتخب الفلسطيني دون أن يُدرك الكائن الكولنيالي المُسيطر المُتهافت و وهم هذه المسافة الأخلاقية الزائفة رُغمًا عنه انعكاس ملامح الضحيّة التي كأنّها في صُورِ و وجوه الكائنات الكولومالية الخاضعة التي قامت بجمعها لهم ذئابه الالكترونية المسعور عنها.
ملاحظة: مُعظم المعلومات مُستقاة من تقرير الإنجليزية الأربعاء 04 أيار 2023.
04 أيار 2022
باسم خندقجي
معتقل نفحة