كاظم فنجان الحمامي
بصرف النظر عن اسم مؤلف الكتابين، وأين حذفته الأقدار الآن، فالكتابان كانا خلاصة لدراستين أعدهما رجل مهني افنى عمره في التعامل مع مشاريع النقل البحرية والبرية والجوية منذ عام 1972 وحتى عام 2020. وهو الذي اختار ان يضع خلاصة خبرته في هذين الكتابين:-
- الكتاب الأول بعنوان: (حروب مينائية مرتقبة) ويحمل رقم الإيداع 1529 لسنة 2019 لدى دار الكتب والوثائق ببغداد. ويتضمن أدق تفاصيل لعبة بسط النفوذ والسيطرة على الموانئ والمرافئ وخطوط الشحن البحري. ومحاور الحروب المينائية المتوقعة في خليج عمان والخليج العربي والبحر الاحمر والمحيط الهندي وبحر العرب والبحر الأبيض المتوسط. ويقع هذا الكتاب في 212 صفحة، ويحتوى على عشرات الخرائط التوضيحية النادرة. اما جهة النشر: فهي شركة سميرأميس للطباعة المحدودة – بغداد. .
- الكتاب الثاني بعنوان: (ما وراء الأفق). ويحمل رقم الإيداع 2491 لسنة 2019 لدى دار الكتب والوثائق ببغداد. ويتضمن قراءة معمقة وفاحصة لنوافذ العراق مع دول الجوار ومع العالم، وسبل الخروج من العزلة الجغرافية. ويقع في 206 صفحة، ويحتوى على عشرات الخرائط التوضيحية النادرة. اما جهة النشر: فهي شركة سميرأميس للطباعة المحدودة – بغداد. .
المثير للغرابة ان هذين الكتابين جرى توزيعهما بالمجان على معظم الكليات والجامعات العراقية في بغداد والمحافظات، وأُرسلت عشرات النسخ منها بكتب رسمية إلى مكتب رئيس الوزراء، واللجان النيابية ذات الاختصاص. واحتفظت وزارة النقل بنحو 50 نسخة من كل كتاب. بينما احتفظت مكتبة البرلمان بنحو 10 نسخ من كل كتاب. .
اللافت للنظر ان معظم الاحاديث والمناقشات حول مبادرة طريق الحرير والتشعبات الدراسية المرتبطة بها، لم تتطرق لهذين الكتابين. وعندما تبحث الآن في مقر وزارة النقل لن تجد لهما أي أثر، ولا علم لي فيما إذا ظلت محفوظة في مكتبة البرلمان أم كانت نهايتها في سلة المهملات. .
والمضحك المبكي ان مستشار وزير النقل السابق (الدكتور حسن فلاح العبادي) بادر مشكوراً لنشرهما على صفحات منصات التواصل بصيغة PDF من أجل أن تعم الفائدة على الجميع، لكنه فوجئ بحذفهما ومنعهما من النشر. .
لا شك هنالك عشرات الدوافع والمسببات وراء إخفاء هذه المؤلفات المهنية والعلمية الرصينة. ربما تعزا بعضها لأسباب شخصية معادية للمؤلف الذي تعمدنا عدم ذكر إسمه، وربما تعزا أيضا لأسباب سياسية تسعى للطمس والتهميش والتجاهل. .
والانكى من ذلك ان اللاهثين وراء سراب التكسب السياسي كانت لهم دوافعهم الشخصية الخاصة لتقطيع هذين الكتابين وإتلافهما. .
اما المؤلف (المستبعد) فلا حول له ولا قوة بعد ان وجد نفسه من المغردين خارج السرب. .
