دور الجزائر كقوة اقليمية “ثابت تاريخيا وتؤكده كل الاتفاقيات المبرمة مع أوروبا وأمريكا”
أكد باحثون ومؤرخون, , أن دور الجزائر كقوة اقليمية في منطقة البحر المتوسط أمر “ثابت تاريخيا وتؤكده كل المراسلات الدبلوماسية والاتفاقيات المبرمة مع مختلف الدول الاوربية والولايات المتحدة الأمريكية”.
وخلال ندوة نظمت بمقر المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة تحت عنوان “الدولة الجزائرية قبل 1830”, قال الاستاذ الجامعي, علي تبليت, أن “كل المعاهدات التي وقعتها الجزائر مع مختلف الدول الأوروبية وأمريكا هي دلالة على وجود دولة قوية من الناحية الاقتصادية والبحرية”.
وأبرز في محاضرته حول “معاهدات الجزائر مع بلدان أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية: 1619-1830 أن “البحرية الجزائرية بحاجة إلى كثير من الدراسات التاريخية لإظهار قوتها ورصيدها التاريخي البارز”, مشيرا الى أن الجزائر أبرمت معاهدات مع مختلف البلدان الأوروبية, على غرار البرتغال وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا والسويد, بالإضافة الى الولايات المتحدة الأمريكية, تتعلق بالاقتصاد والتجارة والتمثيل القنصلي.
وأوضح في السياق ذاته أن كل تلك المعاهدات “حررت كلها في الجزائر واستعملت فيها اللغة العربية”, معتبرا ذلك “دليلا على قوة الجزائر ومكانتها الاستراتيجية في تلك الحقبة”.
كما أشار الاستاذ تبليت إلى “وجود مراسلات ذات بعد دبلوماسي وتجاري” بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية, وهو ما يعد –مثلما قال– دليل إثبات على وجود الدولة الجزائرية كقوة إقليمية.
من جانبها, سلطت الباحثة في التاريخ, ليندة بلعبد الوهاب فنيني, الضوء في مداخلة حول البحرية الجزائرية و التي كانت “القوة المسيطرة على شمال افريقيا خلال القرن ال18 ولعبت دورا بارزا في تسوية النزاعات والاشراف على عقد جلسات صلح بين دول أوروبية”.
واشارت الباحثة ان تفوق البحرية الجزائرية في تلك المرحلة دفع بالرئيس الأمريكي جورج واشنطن الى وضع السفن البحرية تحت تصرف وزير الحرب وإنشاء قوة بحرية مكونة من 6 سفن, على أن يتم التوقف عن بناء السفن في حالة السلام مع الجزائر.
بدوره, ركز الباحث الجزائري صلاح خيراني من جامعة السلطان قابوس (سلطنة عمان) على دور ومكانة الجزائر في منطقة البحر الأبيض المتوسط وعلاقتها بإمارات فاس و مراكش من خلال وثائق الأرشيف العثماني بإسطنبول وسعيها إلى فرض الأمن والاستقرار فيهما, خاصة في الفترة من 1574 الى 1578.
وأكد الباحث “استنادا الى وثائق عثمانية” أنه “على “الرغم من الدور الإيجابي للجزائر في علاقتها مع فاس ومراكش إلا أن هناك نكران واضح للجميل وذلك من خلال مساع تحريضية وممارسات تثبتها عديد المصادر الأرشيفية القديمة”.