أحوال عربيةأخبارأخبار العالمأمن وإستراتيجية

حرب كبرى جديدة في الشرق الأوسط في 2024

حرب كبرى جديدة في الشرق الأوسط في 2024

محمد نصار

حرب طوفان الأقصى رغم بشاعتها و قساوتها الشديدة ليست سوى بروفا للحرب القادمة في الشرق الأوسط ، القرار اتخذ في الولايات المتحدة الأمريكية و إسرائيل لتدمير سورية و اسقاط نظام بشار الأسد.

الولايات المتحدة الأمريكية ستشارك بكل الوسائل العسكرية و اللوجيستية الممكنة في حرب طويلة تهدف لتدمير سورية و اسقاط نظامها السياسي و إحلال نظام سياسي جديد موالي للولايات المتحدة الأمريكية ، و متصالح مع إسرائيل ، حرب اسقاط النظام السوري و تدمير سورية بالكامل، هي الآن حرب الضرورة القصوى في إسرائيل وامريكا، و لا يمكن ابدا تجنب هذه الحرب إلا في حالة وحيدة ، و هي حرب أمريكية اسرائيلية ضد ايران و لأن مثل هذه الحرب ستكون مكلفة جدا للولايات المتحدة وإسرائيل ، فإن البديل الوحيد المتاح هو اسقاط النظام السياسي الموجود في سورية الآن، هذا الإنجاز الاستراتيجي بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، سيحقق إنجازا بالغ الأهمية ضد روسيا، فإسقاط النظام في دمشق يعني طرد روسيا من سوريا ، وهذا انجاز استراتيجي كبير بالنسبة لصناع القرار في واشنطن، كما أنه يعني حرمان ايران من الوصول الى لبنان و سواحل البحر الأبيض المتوسط، و هذا هو المطلوب الآن لأن الأميركيين ادركوا الآن ان ايران اخطر بكثير من روسيا ذاتها، و قبل أي شيء لا بد من حرمان ايران من كل حلفائها ، أما بالنسية لإسرائيل فإن حرب طوفان الاقصى أكدت أن الشرق الأوسط لا يمكنه احتمال وجود ايران وإسرائيل في نفس الوقت فإما اختفاء ايران أو تغيير النظام فيها أو سقوط و انهيار إسرائيل، ايران التي تمد حزب الله و حماس و المقاومة الفلسطينية بالسلاح و تكنولوجيا الصواريخ و الطائرات بدون طيار ، ستعجز عن فعل ذلك اذا سقط النظام القائم الآن في سورية ، ووجود نظام سياسي حليف للولايات المتحدة الأمريكية في دمشق يعني وجود حاجز جغرافي و منطقة عازلة بين إسرائيل و ايران، قد لا نشهد اندلاع الحرب ، و قد تشهد المنطقة عملية مخابرات تستهدف قتل قيادات الصف الأول في سورية ، أو تهدف لاغتيال بشار الأسد و ابرز قياداته الجيش و المخابرات السورية ، و قد نشهد انتفاضة مدبرة لإسقاط النظام أو انقلاب مدبر ببراعة و ممول من أمريكا في دمشق ، لكن يجب تحقيق النتيجة بأي طريقة .
الرد الوحيد الإسرائيلي على سقوط قدرة إسرائيل على ردع اعدائها هو حرب كبيرة ضد دولة عربية تنتهي بانتصار كبير و مدوي ، و لا يوجد خصم يمكن الانتصار عليه من منظور اسرائيلي اكثر من سورية التي لديها جيش اضعفته الحرب الأهلية، و اذا مضى عام 2024 دون وقوع حرب ضد سورية فإن المنطقة ستشهد على الاغلب حربا أكبر واكثر تدميرا تستهدف ايران.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى