تعاليق حرةتقاريرتقارير وأخباررأي

خلقت حرا

حشاني زغيدي

الخاطرة هي عبارة عن صراع داخلي نعيشه حين نتصادم مع عالم الآخر الذي يحاول فرض شروطه القاهرة على حر مثله ، يفرض على ند مثله وقوانينه الجائرة ، في يعامل النّد كملك اليمين ، حاولت فيها أن أبين أن الحر من يحترم ذات غيره ، فيلزم حدود الأدب والاحترام في تعامله .

لم نحاول إزعاجي كلما مر طيفي في الفضاءات ، تعاملني كأني إرث من تركتك ، أو كأني غرض من أغراضك المكدسة في الدواليب ، تحاول عبثا تعكير أنفاسي دون سبب مقنع ، لست أدري أهو قدري الذي يسوقني في اتجاهلك أم هي أحداث الأيام تجذبني إليك دون قصد في اتجاهك .

أحاول عبثا أن أجد تفسيرا واحدا يقنعني عن ثوران البراكين الهائجة نحوي ، أو السيول التي تجرف الأكداس والحجارة، ترميها في قيعان الوديان ، أم هي الزوابع الرملية المحملة بالغبار المتطاير في الفضاء ، فتحجب الرؤية كلما حاول عابر سلوك بر الآمان.

لا ألوم قدري ، هي هكذا الدنيا في عالم يسوسه الفضول ، تسوسه الأوهام ، يسوسه الدجل ، لا ألوم قدري فنحن نعيش في دنيا القيل و القال ، نعيش في عالم مفتون الأنا ، نعيش في عالم يختزل في أفكاره الأوهام ، ويحاول أمثالي العبور و الهروب ، ليس خوفا أو قنوطا ، بل هو البحث عن ساعة الهناء بعيدا عن الضوضاء .

في عالم يفرض الحجر على الأحرار ، يفرض قوانينه الجائرة ، وقوانينه تفرض على العبيد جورا وظلما ، يحاول حصار أفكاري لتوافق طبعه الفاسد ، الذي يمارس هواية الاستخفاف بعقول القصر و فاقد الأهلية ، ليجعل له وصيا يعلمه قوانين الولاء .

في عالم الأسر في الأقفاص يحاول أمثالي استنشاق كبسولة هواء صاف لا تعكره الشوائب الأخلاط ، مع ذلك تجدنا نستحي أن نمارس هواية الهروب و التخفي كما يقول الأصحاب ، لكن ليتنا نتعلم كيف نعيد صياغة ذواتنا حتى تكون مستقلة عن ذوات الغير ، تتحرر من سلبيات الآخر ، تعيش أفراح ذاتها كما نحب ونشتهي ، نحيا ونسعد غيرها دون احتواء .

الأستاذ حشاني زغيدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى