حكومة فلسطينية جديدة….وفك الارتباط مع حماس

الدكتور خيام الزعبي- جامعة الفرات

مع تسارع وتيرة المفاوضات بين حركة حماس واسرائيل تدور خلف الكواليس والغرف المغلقة تضغط واشنطن لتشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية لفك الارتباط مع حماس ومواجهة تحديات المرحلة الراهنة بعد إعلان الحكومة الحالية التي يترأسها محمد اشتية استقالتها بعد أيام قليلة.

في الآونة الأخيرة، شددت إسرائيل من عملياتها العسكرية في غزة وتجاوزت جميع الخطوط الحمر هناك، كما تكررت أكثر من مرة تصريحات إسرائيلية وأميركية عن إنهاء حكم حركة حماس في قطاع غزة، كهدف أساسي للحرب.

أدركت الحكومة الاسرائيلية انه لغرض تحقيق أهدافها لا بد لها من تحقيق إستراتيجية مهمة ألا وهي عزل حماس نهائياً عن العالم الخارجي من خلال التصعيد السياسي والعسكري، لذا يحاول نتنياهو ورفاق تل أبيب، تشكيل قيادة سياسية فلسطينية وفق معاييرهم الخاصة، بمعنى أن كيان الاحتلال الإسرائيلي وشركاءه يريدون أن يتولى الحكومة الفلسطينية شخصيات مدنية بعيدة عن أي من فصائل المقاومة، ظناّ منهم أن ذلك سيقضي على شرعية المقاومة وقدراتها في قطاع غزة، و القضاء على جذور الحركتين في قطاع غزة والضفة الغربية.

في هذا السياق تقدم واشنطن خدمات لا تقدر بثمن لإسرائيل في المنطقة عن طريق خلق فوضى شاملة تقوم على تقطيع أوصال المدن الفلسطينية تمهيداً لخلق كيانات عنصرية وطائفية متعادية تحارب بعضها البعض حتى تستنزف طاقتها وتجعل منها تابعاً ذليلاً للبيت الأبيض وأعوانه، من خلال الضغط على تشكيل سلطة فلسطينية جديدة من أجل توحيد الضفة الغربية بغزة وتولي الحكم فيهما بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع المحاصر.

مع ذلك فالمقاومة الفلسطينية لن ترضخ لإملاءات الاحتلال الإسرائيلي والخث الأمريكي ولكنها ستطلب انتخابات حرة، وهو ما قد تعترض عليه تل أبيب ويتسبب في عرقلة هذه الخطوة والتوصل الى حل شامل.

وعليه ما تشهده غزة هذه الأيام من قبل إسرائيل الارهابية يأتي ضمن خلق الأزمات والمشكلات والتدخل السافر بكل اشكاله لإضعافها وشل قدرتها على مواجهة المشاريع الامبريالية والصهيونية وفتح الطريق لتنفيذ مصالحها وأطماعها في المنطقة. ومن هنا يحق لنا أن نتساءل أين المجتمع الدولي بجميع منظماته من تلك المجازر الدموية الفظيعة ؟ وأين المنظمات الحقوقية خاصة المشبوهة والتي تتاجر بحقوق الإنسان التي تقف حالياً صامتة ضد هذه المجازر؟، وأين وسائل الإعلام والقنوات الفضائية في وطننا من التفاعل مع هذه الإبادة؟

مجملاً…منذ بداية الحرب على غزة، وإسرائيل تضع هدفاً واحداً معلناً لسياستها، وهو إسقاط المقاومة الفلسطينية، بغرض تحقيق الهدف الأكبر الخفي، وهو تفتيت الدولة الفلسطينية وفرض مشروع التقسيم على البلاد، وكلاهما فشلت في تحقيقه حتى الآن، لكنها ما زالت مستمرة في محاولاتها وأهدافها، حيث وضعت كل ثقلها في معركتها على غزة لأنها أدركت أن عجزها في السيطرة على غزة، سيشكل بداية لإنهيارها في فلسطين، فكسر شوكة الإسرائيليين في غزة يعني بداية العد التنازلي لنهاية إسرائيل وسحقها في كافة المناطق والقرى التي لا زالت تحت وطأتها.

باختصار شديد… إن أبطال غزة غيروا كل المعادلات، وأعادوا الكرامة الى هذه الأمة، وضربوا أروع الأمثلة في الصمود وكسروا حاجز الخوف وأثبتوا أن الإرادة القوية، والعزيمة الصادقة، والسباق نحو الشهادة، أقوى من كل طائرات أمريكا، وقبب إسرائيل الحديدية، لذلك فالشعب الفلسطيني تمسك بالمقاومة، لأنه يؤمن بأن النصر قادم، وهذا الإحتلال لن يدوم، وستبقى الأنفاق شامخة على حالها عنواناً للإبداع والعبقرية الفلسطينية، والصواريخ ستظل تهبط على المستوطنات الإسرائيلية والمدن الفلسطينية المحتلة في تل أبيب وحيفا ويافا والقدس وعسقلان واسدود، وتهدد بإغلاق مطار تل أبيب في أي لحظة، وستكون أكثر دقة في إصابة أهدافها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى