وترجل البطل القائد 

حين يصدق الأصفياء،  و حين يوفي الأتقياء،  يرحلون عن عالمنا في قمة الطهر، يرحلون و رؤوسهم مرفوعة، يرحلون و  رؤوسهم  لا تعرف الأنحاء سوى لخالقها،  يرحلون وهم يقولون،  لقد أدينا ما علينا و ٱن لنا أن نرحل،  و قد أقمنا الحجة على الجبناء أن طريق الكرامة  تصنعه الدماء المخضبة بما يكرهون  ،يرحلون ويقينهم  أن من يملك الأرواح سوى الملك القدوس . 

يرحل الأطهار و هم يرددون 

أَي يَومَيَّ مِنَ المَوتَ أَفِر

يَومَ لا يَقدِرُ أَو يَومَ قَدِر

يَومَ ما قُدِّرَ لا أَرهَبُهُ

وَإِذا قَدِّرَ لا يُنجي الحَذَر

يرحلون وبيقينهم  يزلزل الجبال ، يرحلون وقد تركوا خلفهم   أرحاما ولادة ، لا تعرف العقم ، ستسمي الأمهات   العفيفات أسماءهم  ، يرحلون عن عالم   ونحن على يقين   أن الروح موقوفة بآجل، يرحلون  عن الدنيا  لموعد مضروب في جنان الخلد ،  موعد مكتوب في الألواح   في الأزل أن الجنة مقام السعداء.

هكذا يودع  العظماء الدنيا و قد تركوا خزي يلاحق الجبناء و الشامتين،  يلحقهم عار الدنيا وخزي الآخرة.  

 يرحلون وبرقيات التعازي   تلعن عار  الخيانة المرسوم في جباه المتخاذلين ،، يرحلون    ولعنات المظلومين تطارد المجرمين   ، في الليل و في النهار، تطاردهم في  كل مكان   ، تطاردهم في قمم   الخيانة ،  تطاردهم  في كل  بقعة طاهرة  أن حق المغتصب لا يسقط بالتقادم تطاردهم في كل المحافل، و أن   دماء  جرائمهم  تلاحقهم   كالشبح، تهز مضاجعهم  بالكوابيس المزعجة، فلا يقر لهم حال ولا مال .

في اليوم يودع قائد ولكن  غدا سيولد قائد   ،هكذا  هي سنة  الله  ، و هكذا يودع  السعداء الحياة.   

و في الختام  لا نقول إلا ما يرضي ربنا 

رحم الله شهداء فلسطين 

 قولوا للشامتين. اسمعوا رثاء الأبناء  ، أبناء الأسود  ماذا يقولون : 

يقول الابن الأكبر لهنية: في وداع والده : . ( دماء والدي ليست أغلى من دماء أطفال غزة )

الأستاذ  حشاني زغيدي 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى