اسراراقتصادجواسيسفي الواجهة

حقول نفط سرية

كاظم فنجان الحمامي

نحن لا نتكلم عن دولة بعينها حتى لا يزعل فقهاء كوكب الأرض، وحتى لا يزعل المؤيدون لنظرية الحقول النفطية المباحة المستباحة. ولا نريد تفضيل بيان الكلام وإيضاحه للمخاطب وتكريره ليفهم إذا لم يفهم إلا بذلك. ولا نبغي المزايدة بالوطنيات حتى لا يغضب المصلحون والمتنفذون. لذا كان لابد من التكلم بالعموميات والتلميحات واللبيب بالإشارة يفهم. .
ولكن هل يخطر ببالكم ان الحقول التي تختزن الاحتياطي النفطي الخامس في العالم ظلت مجهولة المالك حتى يومنا هذا بإجماع آراء كبار الفقهاء في ذلك البلد ؟.
بمعنى آخر هنالك دولة عربية آسيوية شرق اوسطية اختارها الله مهبطا للأنبياء وملاذا للأولياء، ظلت حقولها النفطية مجهولة المالك، آخذين بعين الاعتبار ان حقول قطر معلومة المالك، وحقول الكويت معلومة المالك، وحقول ايران معلومة المالك، وكل حقول البلدان الأعضاء وغير الأعضاء في منظمة أوبك معلومة المالك باستثناء دولة واحدة فقط يرى فقهاؤها أنها مجهولة المالك. .
ابحثوا بانفسكم عن تلك الدولة، وانظروا كيف يتسنى لها النهوض والإصلاح بعد الآن عندما يصبح نفطها ليس لها. وعندما تصبح ثرواتها المعدنية ليست ملكها ؟. .
احيانا تعزى فرضية (المالك المجهول) لأسباب سياسية. مثال على ذلك: الصحراء الغربية التي تقع شمال غربي أفريقيا، وتبلغ مساحتها نحو 266 ألف كيلومترا مربعا، يدير المغرب منها نحو 80% وجبهة البوليساريو 20%. وهذا يعني وجود نزاع طويل بين قوتين تسعيان للاستيلاء على ارض متنازع عليها. .
وهناك مكان آخر لا ترغب أي دولة للمطالبة به. ارض يمكنك ان تعلن نفسك اميرا عليها، تقع بين مصر والسودان. مساحتها 2060 كيلومترا مربعا، تُعرف باسم (بير طويل) تعود حكايتها إلى عام 1899، وهو العام الذي رسمت فيه الحدود هناك، ثم جرى تعديلها عام 1902، فظهرت منطقة جديدة تدعى (مثلث حلايب) أصبحت في بداية الأمر من حصة السودان، بينما أصبحت منطقة (بير طويل) من حصة مصر، لكن النزاع ظل متفجرا بين البلدين حول (حلايب)، وهنا ظهرت لدينا مفارقة حدودية جديدة، تقول: ان الذي يريد (حلايب) ينبغي ان يتنازل عن (بير طويل)، والذي يريد (بير طويل) ينبغي ان يتنازل عن (حلايب). فظل الحال على ما هو عليه. لكن تلك الحالات لا تماثل احوال الحقول النفطية الجبارة التي أعلنها فقهاء دولة عربية مجهولة المالك. وهي حالة نادرة تتداخل فيها الأحكام الشرعية بالسيادة الوطنية، ولم يحدث ان طرأت مثل هذه الحالة حتى في أيام الشيوعية بشكلها البدائي القديم. .
ولله في خلقه شؤون. . .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى