أحوال عربيةأخبارأمن وإستراتيجية

صفقة ايرانية أمريكية تحت الطاولة بوساطة ورعاية طرف ثالث

صفقة ايرانية أمريكية تحت الطاولة بوساطة ورعاية طرف ثالث
محمد نصار

قدم حسن نصر الله مجموعة من ” النصائح ” و التوجيهات ، لـ المقاومة الفلسطينية ، و ظهر في صورة الرجل المهزوز بل و المهزوم ، والعاجز عن التحرك، و أكد بما لا يدع مجالا للشك أنه يحتاج لصدور الأمر المباشر من طهران قبل اي تحرك ، وبما أن ايران لديها اجندتها الخاصة ، ولديها مصالح عليا وطنية تتعدى فلسطين والقدس وغزة، فإن حزب الله سيبقى تحت الارض في انتظار الأوامر .
مضمون خطاب سيد المقاومة حسن نصر الله ، كما يحب انصاره تسميته ، يعني ببساطة شديدة أن الأمر يتعلق بصفقة ايرانية أمريكية تمت تحت الطاولة في اثناء جولة وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن في الشرق الاوسط في بداية الحرب في قطاع غزة ، الصفقة الايرانية الامريكية التي تمت برعاية طرف ثالث قد يكون دولة عربية أو دولة أخرى ، فما يحدث في جبهة جنوب لبنان من مواجهة عسكرية بين حزب الله واسرائيل ، ليس سوى تصعيد عسكري ” مدروس ” بعناية شديدة ، يضمن عدم انزلاق الوضع و في نفس الوقت يحفظ لـ حزب الله ماء الوجه في مواجهة انصاره ، و معسكره ومؤيديه ، في نفس الوقت يضمن لإسرائيل أن تواصل حرب الابادة الجماعية ، على سكان قطاع غزة ، و أن تتواصل حرب تصفية المقاومة الفلسطينية بالكاكل في قطاع غزة ، لقد انتظر الكثير من انصار حزب الله أن يتدخل الحزب لانقاذ المقاومة الفلسطينية ، التي تحركت تحت شعار حماية المسجد الاقصى بالقدس من مخطط التهويد، لكن ما جاء على لسان حسن نصر الله لا يعني إلا معنى وحيد لا يقبل اي تأويل آخر وهو أن ايران غير مهتمة الآن بالفلسطينيين و لا بالقدس الشريف ، و أن المصالح العليا للأمة الايرانية أهم بكثير من شعارات حماية القدس ، و المقدسات الاسلامية ، كل ما يحدث منذ بداية حرب الابادة الاجرامية ضد المدنيين في قطاع غزة ، من مظاهر تصعيد ضد اسرائيل و الولايات المتحدة عبر ادوات ايران ، من صواريخ و مسيرات الحوثي ، الى الغارات و العمليات ضد القوات الأمريكية في العراق لن ينقذ القدس و لن ينقذ المدنيين في قطاع غزة وهدفه الوحيد هو احتواء انصار ايران من الشيعة العرب ، و من السنة الذين اعتقدوا لبعض الوقت ان ايران صادقة في شعاراتها بمعادات اسرائيل ، و صادقة في شعاراتها لحماية المقدسات الاسلامية في القدس الشريف، وجعلهم يعتقدون أن شعارات اسبوع القدس ، و وحدة الساحات و محور المقاومة حقيقة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى