أحوال عربيةالعالمتقارير

حسن نصر الله… جامع شمل الامة وشهيدها

في غياب الدولة او هكذا اريد لها ان تكون منتجعا سياحيا للخواجات, اقتطعت لبنان من سوريا
مختلفة الثقافات لكنها منصهرة بفعل التسامح بين الاديان,قالوا عنها سويسرا الشرق, كانت ولا
تزال عربية بامتياز.
احتضنت دولة لبنان الاف الفلسطينيين المهجرين قسرا من مدنهم وقراهم بفعل قرار التقسيم,
استضافت قادة المقاومة بعاصمتها الابية بيروت,يد الغدر امتدت اليهم فارتقوا شهداء, كمال
ناصر وكمال عدوان وابي يوسف علي النجار, لملمت الجراح ,هكذا اريد لها ان تكون عروبية
حتى النخاع ناصرية بلا منازع.
الغرب ومن هم على شاكلتهم ارادوها دولة بلا سيادة ,جيش لا يملك ابسط مقومات الدفاع عن
النفس, يستطيع الصهاينة الاعارة عليها متى شاءوا, ذاك ماحصل العام 1982 حيث وصلوا
العاصمة واحتلوا اجزاءا منها, القرارات الاممية بشان وقف العدوان والانسحاب الى الحدود
المتعارف عليها كانت مجرد حبر على ورق.
الجنوبيون كانوا الاكثر معاناة من نير الاحتلال الصهيوني, الدولة الرسمية ليست قادرة على
حمايتهم ,فاضطروا الى حمل السلاح للدفاع عن اراضيهم ممثلين بالأحزاب القومية واليسارية
ثم افواج المقاومة اللبنانية (امل) وتوجت الجهود المقاومة بتكوين حزب الله وتم ارغام المستعمر
على الرحيل وهكذا كان العام 2000 م.لكن الصهاينة لم يعجبهم ذلك وسعوا اكثر من مرة الى
استباحة اراضي الجنوب حيث المقاومين تصدوا لهم ولم يحققوا اهدافهم وكانت الاندحارة الثانية
في تموز 2006 .
تولّى حزب الله قيادة معركة التحرير وصون الجنوب, تطوع الكثير من ابناء الطائفة للالتحاق
بالمقاومة واصبح له شان, واحدث الى حد ما توازن في موازين القوى مع الصهاينة, تكاثفت
الجماهير العربية مع الحزب واصبح يمثل ضميرها الحي ولم تنظر اليه طائفيا كما يحاول
البعض تقديمه, بل ارتأت فيه مستقبلها لصون كرامتها في زمن خضوع النظام الرسمي العربي
وارتهانه بالكامل لأمريكا.
في اليوم التالي لانطلاقة طوفان الاقصى8/10/2023 التحق الحزب بالركب, وأخذ على عاتقه
اسناد المجاهدين بالقطاع لتخفيف الاعباء عنهم, لأن قادته كانوا موقنين انها معركة مصير
ومصير الامة مرتهن بما يتحقق فإما الحياة بعزة وكرامة واما الشهدة, قدم الحزب العديد من
الشهداء على مختلف الاصعدة وكان نصيب امينه العام السيد حسن نصر الله الشهادة في 27
سبتمبر العام 2024 ,ولحق به خلفه هاشم صفي الدين وعديد القادة الميدانيين. ندرك انها حرب
كونية شنها الطغاة البغاة على العرب والمسلمين ,لكن شرفاء الامة لم يرضوا بالدنية والخنوع
والذل كما الزعماء العرب.
اثبتت حرب غزة ان الجماهير العربية مجتمعة تلتف حول من يقدم نفسها لأجلها, لخلاصها مما
هي فيه ,اسلام بلا مذاهب ,وليس كما يحاول الاعلام الماجور التفرقة بين المذاهب لأجل بث
الفرقة بينها.
استشهد من وهب حياته لأجل الامة ولم شملها السيد حسن نصر الله وسيوارى جثمانه الطاهر
الثرى 23 فبراير 2025 ,سيبقى رمزا مقاوما في قلوب عشاق الحرية والتحرير.. المدافعين
عن الشرف والدين …اما الخونة والعملاء والمتسلقين واللاعقين احذية الاستعمار نقول لهم لا
تفرحوا ..فالأمة ولاّدة ان استشهد مقاوم ظهر الف مقاوم ومقاوم, وتستمر المقاومة التي هي

حياتنا الى تحقيق النصر الكامل على كامل تراب العرب . وتعود فلسطين بأكملها من النهر الى
البحر الى سكانها الاصليين فلا عزاء للشامتين.
ميلاد عمر المزوغي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى